الأحد، 8 سبتمبر 2013

عراء

ربما أجدُ بينَ الحروفِ روحي المفقودَةَ
وجَسدي القديمَ
ربما أبحثُ عَني
مرةً أخْري

تحْتلُّني
امرأْةٌ أخْري
تجولُ
تقتحمُ مِحرابي
وتتنزَّهُ بحدائِقي
ثم تأْمُرَني
ليس كضيْفَةٍ
لكن كسيِّدَتي
أخرُجُ
أبحَثُ عنيِّ

مي حواس
7-9-2013


الاثنين، 1 يوليو 2013

طيف شجر

 ذلك الجذعُ لُحائيُّ
حامي
أَخضَري عن بُعْدٍ
يَتَدَّلي كّثُرَّيا أَخْضَرُهُ
وحَفيفُهُ
لمْسُ كِريسْتالاتٍ
للنَّسيمِ ...طَرَبٌ
خاطَبَتْني بِمودَّةٍ عَهِدْتُها
كقُبُلاتِها...
ذلك ليْسَ لقاءًا أَوَّلاَ
ما سَبَقَ كانَ أَثيرِيًا
لقد تبْتُ
تبْتُ عن البَّوْحِ
وعن الكِتمان
تبْتُ عن اشْتِياقي لجُدْرانِها
ولأَثيرِيَّةِ زُوَّارِها
تُبْتُ عنْ رَسْمٍ ضَيَّعْتُهُ
وفِنْجانٌ كسرْتُهُ
تبْتُ عن شَكٍّ مُقَيِّدٍ
وطُمَأْنينَتى تسْتَعْبِدُني
عقْلي يفْقدُ
اتزانَهُ
يري الخَيالاتْ
كتجَسُّد المَوْجودات
يراها أَزْمِنَةً ما
مَضَتْ أَوْ لمْ تَحْدُث
فأَسْبَحُ لا أَدْنو نَحْوَ مَوْقَعٍ ما
وتفقد اتجاهاتي
لأبْدو عالِقَةً بِالخَيال
أَسْبَحُ بَيْنَ اللَّحَظاتِ
فيَبْدو تاريخُ شَجَرْ
ومسْتَشْرَفِهِ
فَناءْ
وأَسْبَحُ مَعَهُ
بلا جَسَدٍ
بلا أَسَفٍ
قطْرَةً وورَقَةً
جزءًا من ثَناياه
مي حواس
17-2013

السبت، 29 يونيو 2013

سماع الشجر

عُدْتُّ
عُدْتُّ إِلَيْكَ
هالاتِ رَحْمَتِكَ حادَثَتْني
اسْتَنَدْتُ إِلي جِذْعِها
سِمِعْتُ تَأَمُّلِها فِيّا
تَلَقَّتْني بَيْنَ جُذوعِ
تَحْتَرِقُ شَوْقًا
تَبْكي جُذوعًا
 ذبُحِتَ ْظُلْمًا
للحَظاتٍ أَغْمَضْتُّ
أَجِدُ نَفْسي
أَشْعُرُ وُجودي
أَسْتَسْلِمُ للسَّبْحِ
للتَّعَبِ والحُزْنِ
اسْتَسْلَمْتُ لحُبِّي للْحُبِّ
وانْكاري لَهُ
دَمْعُها سالَ مِنْ مُقْلَتايَ
ثُمَّ نَظَرْتُ لأَعْلي
وَجَدْتُّ نِصْفُها فَقَطْ

هَمْسُها كانَ لنِصْفِها
المَسْلوبِ مِنْها
لكِنَّها تَوَّجَتْني حُبًا
التَصَقَتْ بجِذْعِها فاخْتَرَقَتْهُ
وعَبْرَهُ نُمُوِّي لأَعْلي
تَدَفُّقًا
وتَفَرُّعًا
غَريبٌ أنْ تَجدِ َنَفسَكَ
فروعًا للأَخْضرِ والورْدِ
وقَبلتْني
في لَحظَةِ تَوَحُّدٍ
لنَكونَ كيانَا واحدًا
شوقًا واحدًا
موَحدينَ لهُ
ابْتَعَدْتُ بعدَما رأَيتُ
نصْفَها يَتَأمَّلني
وتحتَ فُروعٍ أُخري
اسْتَلقَيْتُ
الهدوءُ بددَّ صَخَبي
فانْسابَتْ نَفْسي
وظَلَلْتُ أَبْحَثُ عَمّا فاتَني
وطَرَقْتُ عَلي بَلورَتي
أُحاوِلُ جَلْوَها
لأَسْتَشْرِفَ القادمَ
لكنَّ حزْنَ فُراقٌ ما
فاجَأَني
وظَللْتُ أَتأَملُهُ حتي رُحُل
وظِلُّ حديقَتي
يَطْلُبَني في مَكانٍ آخَرَ
لكنَّني أَرْفضُ الرَّحيلَ
لا تَأْتِ الآنْ
أَيُّها النداءَ
ستَتخْتَفي الظِّلالْ.

مي حواس - 23-6-2013

السبت، 22 يونيو 2013

أزمة

أجدد اعتذاري
للاعتذار فلم أكن مجيدة
عندما ذكرتك في مجلسه
بعد تأخري المتردد
كنت في معارك أليمة
بين أقنعة تسقط وخذلان 
ألم يقهر الورد
فيظن تفتحه سذاجة
ومعارك حمقي كمفتعليها
يروجون لأنفسهم 
كالماركات الشهيرة
ويشكلون وعيهم طبقا 
لوعي أعضاء المجلس
ألم يبكي انهزامه
أمام التبلد
لا تعلم عنها شيئا

نفوسا أقصي ما تستطيع اتقانه
مهنة البصاصين

تروسا تقتل الوقت
وتبدده في اللاشئ
وإلي اللاشئ
الذي لا ندركه
حتي نصف الإله لا يدركه
...
أعتذر بطريقتي الخاصة
في معارك أخري مهمة
غير معركتي الأساسية
تعلمته منك ذلك النصر
وكنت أنتصر أيضا
كنوع من الأنس بك
ربما لم تعلم شيئا عنها
تلك الاختبارات
ربما تعتقد أنني 
نسيت الحروف
لكن ما بال تلك المدارات تبلغني
خبرا سعيدا
انك تبتسم لي
خطوة بعيدة كعجز
وقريبة ككوكب
فقط زرني

نصف زيارة
نصف لمحة
أخبرني
كيف تحتجب عني ذاكرتي
كيف تنتزعني مني



مي حواس
22-6-2013

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

شكر البديهيات

اشكر المَسافَةَ الصَّغيرَةَ
بَيْنكَ والهاوِيةِ
وزِدْها
اشكُر الغَرابَةَ التي تَجْمَعُكَ
بالحُلْمِ
وحقَّقْها
ان ابْتَسَمْتَ للبَدْرِ كامِلاً
فاشْكُر تَفَتُّحِكَ
ان ركَبْتَ دَرّاجَةً
عَجَلاتُها أَعْلي من البِناياتِ
فاشْكُر الرُّوح
انْ رَأَيْتَ المَعْني سَفينَةً
عامِرَةً
فاشْكُر عَزيمَةَ الِبناءِ
ان كانَ مَعَكَ كلُّ ما مَعَكَ
فاشكُر الرِّضا
ان كان مكانك القلب
فاشكُر عقلاً رافِضاً
وان كنت مسْتمرا رغمَ غِيابَ الحَرفِ
فاشكر فنَّ الحبّ~
ان التقيتُهُ مُصادفَةً
فسأشْكُرُ صِدْقَ كل عُصْفورٍ دَلَّ عليه
ان هاجمك حنين لافتقادٍ مُوجِعٍ
فاشكر الهَجْرَ            
ان أَراد تَمَلكِكَ بالتَّبْعِيَّةِ

فاشْكر السيْفَ


مي حواس
يونية 2013

تيه من عصر وسيط


تلكَ لَحْظَةٌ
في فَقْدِ هُوَيَّةٌ
لقَليلٍ مِنْ عُطورٍ
عَتيقَةٍ
ولِزَخارِفَ مُبَعْثَرةً
لتَجْميلِ وُجوهِنا
تلْكَ لَحْظَةٌ
في حِفْظِ المُقَدَّسِ
بمَتْحَفٍ
أو تَزْييفِهِ في أَرْوِقٌةِ
الحَيِّ
تلكَ لحْظَةُ
الانْتِحارِ الدِّماغيِّ
لأحْلامِنا
تلكَ لَحْظَةُ
طيْرٌ مُفْتَقَدْ
في غابةٍ مُتَحجِّرَة
ما عُدْتُّ منَ التِّيهِ
وما زالَ الوَعِرُ
يَعْتَرُِضُني كثيرًا
أَرْكَبُ سَيّارَةٌ بيْنَ دُروبٍ
مُتَعَرِّجَة
وخَريطةُ الأَمسِ تُلاحقُني
تريدُ مني العودَةَ لمَكاني الأَوَّل
وحكْمٌ قد صدَرَ بِقَراري
لا يتْرُكَني
يَصُمُني بِمَكاني الأَزَلي
ومَوْقِعي التّاريخِيِّ
دونَ تَجْرِبَةٍ

لا فرْقَ بَيْنَ أَمْسٍ
وغَدٍ
لا زَمَنْ
بل تَجَمُّدٍ في نَسَقٍ مَسْرَحِيٍ
عَبَثِّيْ
نصْرٌ كَأُكْذوبَةٍ عَصْرِيَّةٍ
يريدونَني أُنْثي
لكنْ بِلا فَضاءْ
يُريدونَني حَيَّةً
لكن بلا روحْ أو جَسَدْ
يُريدونَني بِدوني
يُريدونَني عابِدَةٌ
لكن في نَسَقٍ يَرْفُلُ مِنَ الآثامِ
لم جئْتُ انْ كانَ
تَعْريفي مَجْهول
وجُهِّلْتُ رَغْمَ تاريخي


مي حواس
يونية 2013

الخميس، 28 فبراير 2013

سفينة


تصمت ...تعتكف ، تغوض ، تغرق تماما ، يقف بيني وبينها ، يمنع عقلي من العوم، ويستسلم له عقلي راغبا، لتغرق أكثر،  وتسبح في ذلك الغرق، وتنجذب قدماها للأرض، بل كل عضلات رجليها كحديدتان نحو الأرض، لا تقاوم ذلك الجذب أو لا تعرف ان كانت تستطيع تلك المقاومة أم لا، تشعر بغصة في حلقها، وأنها لا تعرف غير الزحف أو الغرق ، يمنعها عقلها من الوثب، ترفض كسر الجدران التي تضعها، والتي لا يراها الآخرون أو يتجاهلونها، غريب أمرها ، لا تقاوم الغرق، تبحث عن أياد حولها لتساعدها ، رغم قوتها الظاهرة، رغم عنفوانها، رغم كل شئ ، لا شئ يتحرك، عقلها لا يقتنع بأنه المنجاة، وروحها تمتنع لغلاظة الجدران.
تتوقف ...تتوقف...ترفض كل شئ ...تنكر الواقع...تشعر به ينهار اهمالا...وتتوسل اليقين
اعتادت تلك الخطوات ، غالبا تسير بها وليست تخترعها، تنطلق قدماها حرة منها ، نحو النهر، وهناك تتأمله وتشعره يشكو حاله، لقد انتهكت خصوصيته مئات الآعين التي تتربص به من ارتفاعات شاهقة، ومعاول تجز الظلال علي امتداد كورنيشه، ثم لا تحفل به ملايين الأنفس التي تغدو فوقه عابرة ربما كل يوم في حياتها بدون أن تشكره يوما، وبدون أن تتأمله وتحنو بنظرة حانية أو حزينة علي تغير حاله، أو آسفة علي تسميمه بما لا نحتاج. ثم إمعانا في اللامبالاة بأمواجه التي تنمو بها أجسادنا، تجتاحنا عصبية وتحيز ليس فينا حتي أوشكنا أن نكفر مائه لعذوبته الزائدة وصبره علي الجحود.
مددت يدي أحاول الإمساك بأشعة الشمس التي تبرق علي أمواجه ثم تذوقتها، كنت أحاول السير وذلك أرهقني حتي العطش، فارتويت قليلا منه، لعل النور ينفذ فيا، وخاطبتني تلك القطرة أنها ترغب في إتمام وجودها إما لتعود للبحر أو لتعود فكرة أو روحا، فكان عطشي سببا لاختيارها الطريق الثاني، ولأن صداقتنا كانت أزلية فقد شعرت بها بداخلي تلك القطرات
كأنها نهر ينساب بي ، ويذيب الزحف ، نعم أشعر به ينساب ببطء وبثقة بالحياة ، يدخل الغرفات المظلمة لتنير، ويتتتحرك أناملي بحرية وبعنفوان بسببه، ويخف الشعور بالثقل في قدماي تدريجيا، ما كل ذلك أيها النهر ؟
انعكس اتجاه التيار النهري فجأة بداخلي،  لينساب مرة أخري لأعلي، نحو عقلي مارا بقلبي، لأرتفع عن الأرض، ورأت النهر غاضبا يثور ويثور...يقتلع كل شئ، تجري أمواجه في غضب عكس مصبه ، مشهد غريب ومخيف ومبشر في آن واحد، كأنه أراد أن يعود أدراجه نحو مصبه في أثيوبيا، حاملا فيه كل ما لا يجب أن يصل للمنبع ملوثا ، يريد التخلص من أدرانه التي لا ذنب له فيها غير أنه يسير بلا كلل، نعم نعم أسمعه متجهما لن أتركهم يعبثون ، تعلو أمواجه عاليا ، وتغرق المدن في طريقه ينتقم ممن كانوا يرمقونه من علو بلا ولاء، وممن عبثوا بماء الحياة بداخلهم...
أين النجاة الآن ؟ لقد أخبرتهم أن لا سفينة إلا واحدة، تتهاوي في مشهد عبثي كل الصروح والمباني ،والأشجار، كل شئ يتفكك إلي أشاء مبعثرة عبثية تتهاوي الأشياء بلا قيمة فقدت قيمتها لأننا فقدناها ، نادرة ومخيفة لم يتخيلها أحد، لأنهم لم يخشوا شيئا ، معجزة أن تنجو من الإنهيار بلا انهيار، من خلف زجاجها السميك أشاهد السقوط ،ونعبر من بين انهيار الزلازل المتعاقبة والفيضانات ومن بين العصور، وعندما أقف في مقدمتها أري سماءا رمادية وأفقا رماديا وعواصف قادمة، لا أدري ما العمل لا أحد يري العواصف ومهما تحدثت لا يصدقون، كيف أعمل وأنا أقترب تدريجيا وأري بالعين المجردة مخاطر غريبة، أحاول إيقاظهم، وأحزن، لتعبري بي وبهم بسلام...

مي حواس
28-2-2013