الثلاثاء، 14 يناير 2014

حلول

سَيَكونُ مستهَجنًا جدًا أنْ نتحدثَ عن صوفيَّةِ الشُّعور ، عالمي الفنيِّ قدْ اختَفي تحتَ ثِقلِ التفاصيلِ اليوْميةِّ الحياتِيةِ، مُهندِسُها ليسَ أَنا، شخصٌ آخرَ يقومُ بتَصميمِ حركاتي وارْسالِها لي عبرَ الكلماتِ أوْ عبرَ رسائلَ فكريةٍ تليباثِيةٍ لا تحتاجُ لحديثٍ مطوِّلٍ ، وكلُّ شئ ٍقابلٌ للاخْتراقِ، أو لأكونَ دقيقةً لا يحدثُ اقتحامٌ لحياتِنا عُنوَةٌ، انَّهُ نسيجٌ يتِمُّ غَرزُهُ بكثرَةِ التَفاصيلِ التي تَلتَفُّ حَولَ عَقْلِكَ لتَحْتَلَّ مكانَهُ، فيتمَّ تطويعَ عقلِكَ ووجدانِكَ لخدمَتِها، ويتمُّ خطوةٌ خطوةٌ وبِعنايَةٍ لكي تَبدو أَنَّها اختيارُكَ أنتَ وليسَ واردٌ عليْكَ بلَ صوتُكَ الداخليُّ.
أصبحَ عاديٌ جدًا انْ أفقِدَ اتجاهِي وتَرْكيزي، فهناك آخرون يُفكِّرونْ بَدَلاً مِني، ويَعتنونَ بكل تفصيلةٍ في حياتي وبالتالي، لا لزوم َلِوجودي، ولا لزومَ لكياني، ولا أَشْعرَهُ، بل أسْتشعرَ كلَّ مَشاعرهِمْ وأفكارِهِمْ وحُضورِهِمْ كَأنَّني همْ ولسْتُ أنا.
فأنا لست أنا ، انني ما يريدون، انني ما يُفكرون، وخطْواتي لن تصبحَ موجودةً الا بسؤالِهِم قبلَ الفِعْلِ، لنفعلَهُ كيانًا واحِدًا، وعندَ غيابهِمْ أفتِقُد حماسي ورغبتي في أيِّ عملٍ، انهم يرسمون خارطةَ الطريقِ، وأنا تجسيدٌ لها.