الثلاثاء، 29 أبريل 2014

لا حياد

لا أريد حياد، فهو أشبه بمن ترك كل شئ يعرفه الي حالة من التواطؤ علي الذات، وتواطؤ علي من حوله، أنت لا تكون محايدا عندما تختار، ولا تكون محايدا عندما تهمل أن تهتم، هناك تفضيلات، أولها تفضيل الذات، فكل من يفضل ذاته، يسهل عليه الحياد، لانه محايد في أي شئ آخر لا يمس ذاته بسوء، لا أستطيع الاستمرار في الكتابة وكل ظل للحروف ينبأ بأنني محايدة مع ما تحبه ذاتي، فلا يهمني ما تحبه ذاتي أو ما تهتم به، فلا معني لذلك ما دام كل التواصل مرفوض من قبل من ينحازون لذواتهم، انهم ينحازون ثم يرفضون المحيطين، ثم تبدأ طاقاتك الذاتية تدور في محيطهم وبإذنهم، فتجد فجأة مجال طاقتك قد انفصل عنك دائرا حولهم، وتجد نفسك تنتظر امدادات تلك الطاقة في اللحظات القليلة التي يطلقون سراحها.
وهم سعداء بحالتك المستعبدة، فذلك يعزز شعورهم المبالغ بتميزهم، وبأن الكون يدور حول مآربهم.

الأحد، 27 أبريل 2014

شذرات أخري

  
الفراغ يسجنني
كمن رتب اوراقه كلها ليرميها
زهرة تتفتح قبل موعدها

لا يفيد الغضب كثيرا
فكل يسعي لما يسر له

لا سيدي
الثورة لا تحدث فقط
في سن صغيرة
الثورة نبض
لا يشيخ


قد لا تتبني النظريات
بل تسعي لهدمها
وانت تفني نفسك فيها

سيدتي
لا تتوهمين ان حياتك
تعريف من الآخرين
سيجبر كل علي الرؤية
عندما نولد في الأعلي
في ذلك السرمدي
الذي أنكرناه

تناولت الشركسية والشاي
يراقبني الفضوليين
كنت طيلة الوقت
في نقاش ناعم
مع الكرسي الخشبي والأطباق
والضوء الرائق
ناقشنا كل شئ
عن أهمية الفراغ

ما زالت هناك خطوات
أخطوها
ما زال هناك حب
دوما


 مي حواس


اللاكتابة

لا أُريدُ الكِتابَةَ ، فَهِيَ تَبْدو كَعَمِلٍ أَدَبِيٍّ لا مَكانَ لَهُ بَيْنَ واقِعيَّةِ الأَرْقام، وهُوَ يَتَجاوَزُهُ، ولا يَتَحَوًّلُ لِرَقَمٍ أََبدًا، ولأَنَّ كُلُّ ما هُوَ رَقَمَّيٌ...مُبَجَّلٌ، وكُلْ ماهُوَ غَيْرُ رَقَمِيٌّ ... مُدَنَّسٌ، ولأَنَّ كُلَّ ما نُريدُهُ في عالَمِ الكِتابَةِ وَعْيٌ لا يَرْتَبِطْ بِالضَّرورَةِ بالأشَيْاءَ اليَوْمِيَّةّ، ومُْعْظَمُها يُشَتِّتُ التَّرْكيزَ، غَيْرَ أَنَّ التَّرْكيزَ العَمَلِيُّ يَتَضَمَّنُ تِلْكَ الأَشْياءَ اليَوْمِيَّةُ، في يَوْمٍ ما سَتمتلأ بِهَِذِهِ الأَشْياءِ اليَوْمِيَة وسَتُصْبِحَ عِبْئًا عَلَيْكَ إِنْ لَمْ تُعايِشُها لَحْظَةً بِلَحْظَةٍ لِيَنْتَهي دَوْرُكَ في الوَعْيِ بِها ولِتَبْدَأَ مَرْحَلَةِ ماذا أَضافَتْ تِلْكَ الأَشْياءُ، بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ نَوْعِيَّةِ فاعِلِها.
لا أُريدُ الكِتابَةَ، فالكِتابَةُ الآن سَقَطَتْ في حَواجِزِ المَلْموسِ، وفَقَدَتْ التَّجاوُزَ، لم تَعُد تَحْمِلُنا إِلي عَوالِمَ أُخْري من الوَعْيِ بِقُدْرَتِها عَلي التَّخاطُبِ مَعَ العَقْلِ في وَعْيٍ أَكْثَرَ وَعْيًا، بَلْ ارْتَبَطَت الآن بالعَقْلِ في إِطارٍ أُفُقِيٍ، وأَصْبَحَتْ تَتَفَوَّق عَلي قُدْرَةِ الإِنسانِ عَلي الوَصْفِ، فهيَ تَصِفُ كُلَّ شَئٍ بِعِنايَةٍ فائِقَةٍ تُوهِمُ بِها القارِئَ أَنَّهُ انْتَقَلَ فِعْلاً لِهذا العَالَمَ، بَيْنَما هِيَ لا تُخْبِرَهُ كَيفَ يَفْعَلْ ذَلك، هِيَ تُخْبِرُهُ فَقَطْ ما هذا المَكان، وما شَكْلُهُ.لكِنَّها حَقيقَةً لا تَعْلَمَ تَفْسيرَهُ.
لا أُريدُ الكِتابَةَ 
فَهِيَ كِتابَةُ العالمُ الإِنْسانُ باعْتِبارِهِ الكَيانُ الأَوَّلُ والأَخير، لاسَيَّما أَنَّهُ المُتَفَوِّقَ فِعْلاً كمَخْلوق، علي ايجادِ المَعاني ومَحْوِها.
لا يَكفي أَنْ تَكْتُبَ العالَمَ الذي تَراهُ لكَيْ يَكونَ موْجودًا لَدي الآخَرينَ لابُدَّ أَنْ تُقَدِّمَ دَليلاً كِتابِيًا لِمَصادِرَ تُشيرُ لاحْتِمالِيَّةِ وُجودِ عالَمِكَ الخَيالَيِّ في مَكانٍ ما في التاريخِ، أَوْ مَكانٍ ما لَدي العالَمَ الأَوَّلَ، وإِلا مَنْ سَتَكونُ في مُواجَهَةِ تِلْكَ النُّصوصُ؟ وما هِيَ أَصالَتُكَ في ذَلك؟ أَنْتَ مُحاصَرٌ بِقُدْرَةٍ عَلي قِراءَةٍ واحِدَةٍ، ولِذلِكَ أَنْتَ وَحيدٌ في العالَمِ.
رُبَّما كان أيضًا العالِمَ الذي أُريدُ الكِتابَةَ عَليْه عالِمًا غَيْرُ عَقْلانِيًا ولا يَسْتَطيع أَنْ يَكون كَذلِك، وقَد يَكون عَالِمٌ سيرْياليِ مُفْتَقَدْ القانونْ، لَكَنَّهُ لَيْسَ كَذلكَ فَقَطْ، أَنَّهُ عالَمُ غَريبٌ لا يُمْكِنُ تَفْسيرُ كُلَّ شَئٍ فيهِ بِمنْطِقَ الفائِدَةَ واللافائِدَةَ.
رُبَّما الكِتابَةَ تُذَكَّرُني بِعالَمي المَفْقودْ.



الجمعة، 25 أبريل 2014

هرب من الاختيار

كنت أقف قليلا عند كل مقطع
اسمعك تجيد رسم الصورة
ولكل صورة جيدة منك
وردة
تركتها تذبل
بلا تأنيب لاهمالك


تلقيت تحية
من كل شجرة
ووقفت عند احداهن
رأسي يؤلمني
فمنحتها اياه
هدية لعلها تلقي منه ما يشوبه

لعلها تصونه 

شذرات

تَلوُمُني نَفْسي كَثيرًا
وتَتَمَثَّل في أَرُسْتُقْراطيَّةٍ  
خلْفَ حُجُبٍ كَثيرَةٍ
عَنيفةً جدًا مَعي
أَرْجوك اخْبِرْها
لتَرْحَمُني قَليلاً...

أَري خِلالَ عُيونِكُمْ
جَدَلٌ بينْكَم وبيْنَ شبَحٍ ما
هُوَ الدَّوْرَ الذي مَنَحَكمْ إِياهُ

لِكُلِ مِنّا طَريقُهُ
وعلاماتٌ دالة
لكلٍّ مِنّا اخْتِيار
قد يومِضُ وقَد يُطْفِأُ


أنَّكَ شَمْسٌ
لا أَراك لكني أَراك



لا يَهُمُّني كَثيرًا الاعْتِذار
بْينَنا
ما يُمْكِن عَمَلُه
ان يتسع ما بي
لاستيعابِ كُلُّ تِلْكَ الأشِعَةِ
ولارسالَها لَكَ مُجَدَّدًا
...
من خلالِ كَلِماتِ رينان
مُشَكِّكَةً  في كُلِّ مَعْني
خارِجَ قُدْرَتِهِ عَلي القِياسِ
وما بين كَلِمات ادْوارْدْ
التي تَفْتَح آذانَهُم بُعْدًا عن الإنْكار
ما بيْنَ مَعانيٍ جَديدَةٍ
وتَفْسيراتٌ أَكْثَرَ مُوائَمَةً لَنا
وكَسْرٌ لِرابِطَةِ العِشْقِ والمِعْمارِ
كيْفَ يُمْكِنُ تَوْثيقُ المَعْني
اذا سَعي رينان لِمَعْني مُخْتَلِف
وسَعي الرومي كَذلك
كلِاهُما أَفْضي لِمَسارٍ مُخْتَلِفْ

مادِّيَّةٌ هِيَ روحانِيَّتُنا
رَوْحانِيَّةٌ هِيَ مادِّيَّتُنا
كُلُّ شَئٍٍْ يَْقَبلُ الاخْتِلاف
لا ليس كذلك
قد يسهل الشعور بالثقة
لكنْ يَصْعُبَ التَّعْبيرُ عَنْها
الصمْتُ يَنالُ مِني دَوْمًا


الصِّدْقُ يُحَتِّم
أَنْ أتَعَلَّقَ بالسَّحابِ
أحْيانًا

وقَبْلَ اخْتِفاء العالَمِ كَما نَعْرِفُه
للمَحْرومين مِنْه
شَئ ما قَدْ يَمْنَعَ  فُقْدانَهُ
أجْلِسُ كُلَّ يَوْمٍ أَمامَ شاشَتي
لا أَسْتطيعُ مَنْعَ العالَمَ مِنَ السُّقوطِ

يَعْتَقِدُ البعْضُ أَني مَرْكَزِيَّةُ
الدَّورانَ
لا يَرَوْنَ دَوَراني
حَولَ نَفْسي
مِنْ دَوَراني حَوْلَهُ

قد تَكون الشَّمْسُ قَديمَةً
لكنَّها جَديدَةٌ أيضًا

ما زِلْتُ أَجْهَلُ الكَثيرَ
و تِلْكَ أَعْظَمُ مَخاوِفي


الأربعاء، 9 أبريل 2014

صمت

لا أريدُ الكِتابَةَ،  انني أَكْتُبُ رَغْمًا عني، رغمًا عن صمتي الدائمِ وغضبُ سيدي، نعمْ سيدي يكرَهُ أنْ أكتبَ كثيرًا، إنني أذكرُهُ بنفسِهِ عندما كانَ صغيرًا فتيًا، مسموعَ الرأْيِ، حرَّ الحركَةِ والاختيارِ، وسريعَ النبضِ، انه لا يريدني حرًا رغمَ حبهِ لي، إنه يريدني فقطْ صورةً منْهُ، يعيشُ من خلالي شبابَهُ كلَّ يومٍ، يعيشُ من خلالي شيخوخَتَهُ بالطاعةِ والإجلالِ، فقطْ يريدُ مني ما يجعلُهُ حيًا موجودًا، ذو غايةٍ للحياةِ بينَما حبُّهُ لي لا يثيرُ لديه اي مسئوليةٍ نحوَ سعادَتي الشخصيةِ، فهو يتوهمُ أنني سعيدٌ فقطْ لِسعادتِهِ، موجودٌ فقطْ منْ أجلِهِ، رائعٌ فقط بسببِهِ، جميلٌ فقط بسببِ رِضاهُ عني، واقتناعي بمنظومةِ حياتِهِ، وقانعٌ بما قررهُ لي من أهدافٍ وواجبات، قد تكون امتدادا لسلسلةٍ طويلةٍ من الرؤي والقيمِ المتوارَثَةِ عبرَ أرْواحِنا.
ان كتاباتي تستفزُّ نزعتَهُ الرهيبةَ للسيطرةِ، فلابد أنْ تكونَ كتاباتي بسبب وحيِهِ لي، او بسبَبِ تشجيعِهِ فقَطْ، رغم انه لم يشجعني علي الاستمرار بالكتابة يومًا، بالرغم انه يعشقُ الكتابة ، فهو أيضا أديب، لكن لسببٍ ما توقَّفَ عن الكتابةِ، ربما كان ذلك التوقفَّ يعني أن يتوقفَ الجميعُ عن تحقيقِ ما يحبونَهُ في الحياةِ، ربما يعني لديْهِ أنَّ لا أحد مسموحٌ له أن يختارْ ، فكما حُرِمَ هوَ من الاختيارِ لابدَّ ان يتحملَ الجميعُ عاقبةَ ذلك الحرمان، لابد للجميعِ أنْ يكونوا شركاءَ في تلكَ المسئوليَّةِ التي لزمتْهُ طيلةَ حياتِهِ في إِدارةِ أعمال العائلةِ بعيدًا عن الكتابَةِ والأدبِ، ورغمَ مقاومتِهِ لذلك المصير، إلا انه كانَ سببًا في حدوثِهِ وجزءًا منهُ، بسببِ رؤيتِهِ الفكريَّةِ والمتسلطَةِ للحياة.
أكتبُ رغمًا عني، رغمًا عنهُ، رغمًا عن عقلِهِ الأنانيِّ والمتسلِّطِ، أشعرُ عيناهُ غاضبةٌ من اصراري علي حبِّ نفْسي، لا أدري لمَ يكرهُني إلي هذا الحدِّ، لا أدري ما الذي فعلتُهُ غيرَ طاعتِهِ في كلِّ قراراتِهِ وخططِهِ، لكنني أيضًا كنتُ أنتقدُهُ ردًا علي جُرأتِهِ في الاستئثارِ بكل البريقِ المهنيَِ، ورداً علي تَعاملاتِهِ الغيْرِ العادلةِ التي تتحكمُ بها أهواؤُهُ الشخصيةِ نحوَ الأفرادِ، فذلك يدنيهِ لانَّهُ يمنحُهُ ما يريد، وذلك يحبه بلا سببْ غيرَ أنَّ لديْهِ ما لا يملكَهُ، كما أنني لا أفعل الأشياءَ من أجلِ ارضائِهِ ، وذلك يستفزُّه جدًا، لانَّهُ يعتقد أنَّ ابداءَ الإخلاصَ له أثناءَ الفعلِ دليلٌ علي الصدْقِ، بينَما أنا أري العكسَ تَمامًا.
حقا انه يمثل لي حالةٌ منَ الخوفِ علي مصيرِهِ، فهو لذلك يُسَخرُ الجميعَ من أجلِ قيمِهِ، التي يؤمن أنها سرُّ الوجودِ، ورغْمَ تَحْقيقِ أشياء َكثيرةٌ فهوَ غيْرُ سعيد لأنه لا يريدُ كلُّ هذهِ الأشياءِ، وفي سبيلِ ذلِكَ يهدم أشياءَ جميلةً لا يَراها.