السبت، 26 سبتمبر 2015

ارتجاج



أحيانا
تدور الكلمات في دوامة
يسببها الثقب
ورغبته في الأخذ
أمري قد حسم
بالرفض في قبول أوراقي
ألملمها من الأرض
مبللة بالشجن
وتطير مني
أنقسم
بل أتفتت
هربا من قبضته
لكن
عقله نافذ
خاطري لديه
وكل ملكة عرفتها
كأمومة نريد نفعها
لكن بلا دين



مي حواس
2015 سبتمبر

السبت، 12 سبتمبر 2015

فليتهدم

فليتهدم

من السماء أري
 القصر الكبير
معزول بين أراض
خضراء ومحاصيل
أسمع هديرا رهيبا
أجد نفسي في شرفة
أري الموج قادم
هو زمن الفيضان العظيم
والكل يتناقل الخبر
لا مهرب
المياه محيطة تماما بنا
لا أدري
من بالقصرالكبير
هناك من أعرفهم
لكن لا أدري أين هم
كيف أحذرهم
كيف أجدهم في متاهاته
وكل هذا الصراخ
أري الأمواج بعيناي اقتربت جدا
أرتفع قليلا
قليلا
لابد من تركه
الغرق يهددنا جميعا
لابد من تركه...لابد
الغرق يحيط بنا
والقصر العظيم من يرثه
لابد من تركه
والذهاب لهذه الأرض البعيدة
الي أين أذهب والسماء والأرض رماديتان
كيف حان الغرق فجأة هكذا
ما زال هناك متسع للهروب
ما زال هناك متسع
للسفر المفاجئ
كيف أجدهم مرة أخري
وكيف أرغب في تسامحهم
سأذهب هناك
القصر يغرق بالفعل
أراه يغرق في الأرض بهدوء
أري المياه تغمره بهدوء
أري الناس ترحل بهدوء

أجد نفسي في شارع ما
مدينة ما
ليلا
لا أري أحدا
لكنهم هنا
في سيارة ما لكن
لا ألحق بهم
يبتعدون
أري أمي تنظر لي من الزجاج الخلفي
وأناديهم...
...أبكي في مطر مفاجئ
...
أركب سيارة مع أبي
لكن فجأة صرخت به 
لكي يتركني في منتصف الطريق
نظر لي صامتا كعادته
ولدهشتي استمع لي
توقفت السيارة لارحل منها
واراه يبتعد آخذا الطريق
اختفي كل شئ
...
لا أعلم لم فعلت ذلك


 مي حواس
12 سبتمبر 2015

السبت، 5 سبتمبر 2015

حلم

تسقط الطائرات
أمام عيناي قريبة
في النيل
أو فوق سميراميس
وأحيانا فوقي
لا أدري ما هذه الطائرات في السماء

أركض في طرق قديمة خديوية
نظيفة لامعة كأوروبا
أحاول الاختباء من شئ
أو من شخص
أو مني
أفكر لا أتذكر
أفكر بالدخول لاحدي البنايات للإختباء
من العاصفة
لكن ما يدريني ان قاطنوها
لن يبلغوا عني

أطير لشواطئ الغردقة
كما في لوحات مانيه
أو موباسان
لا أعلم من هؤلاء كغريبة
هواء غريب
ورجل يعرض حلوي
شرقية علي ملاءة
ويغرينا بشراء بضاعته بأكلها
ويخبرنا عن عشقه للحلوي
الشرقية التي تجيد التقبيل

في المصعد
أريد الذهاب للدور الخامس
وأتساءل من تواتيه شجاعة
الذهاب للدور العاشر
فهناك طائرة تحترق
من ارتفاع شاهق
وتفقدك اجتماعاتهم
نفسك

أشعر بها في مكان ما
لا أراها
ربما بداخلي
تخبرني ان كل شئ سيصبح جيدا
فقط لا تفقديني
انت موجودة
ما زلت

مي حواس



الخميس، 27 أغسطس 2015

النبض

صلبا كزمن فائت
ينجذب بشكل لا نهائي
في مصفوفة الثواني
في اتجاه واحد
بعيدا حتي انعدام التحقق
من حدوثه السابق
ضبابيا كغبار يخفي حكايات
في هدوء تتم خلف واجهة
عالية تنير بضوء أقرب للبرتقالي
 بشكل عشوانئ ويضئ
حساسا كنخلة تنظر لأعلي
لا مبالية باجتهاد الصغائر
مسالم كعشب ينمو تلقائيا
في شقوق سوداء
لا يري الموت
ومن يراه ؟
متتاليا كخرير ماء
يشتد ويخفت
يشتد ويخفت
 لكنه لا يصمت
ويتحد في أبدية
ما لا يفني


مي حواس





السبت، 22 أغسطس 2015

أنا رقمي 050160

أنا رقمي 050160

نسيت اسمي، لانه لم يعد دالا علي شخصي المتواضع ، فمن أكون إذن ؟ غير رقم دلالي، بل لي عدة أسماء أقصد أرقام تعريفية، كل مكان يمنحني رقما، يعرفني به، وبدونه لا وجود لي، بدونه أختفي، كما يتبخر الندي عند استهلال شمس التاسعة صباحا
إذا خرجت من منزلي، هناك رقم خاص يعرفني الناس به، ووجودي متعلق بذلك الرقم، وكل مصالحي، فسجلات وجودي علي قيد الحياة، وسجلات تعليمي، ومنحي الشهادات، تتعلق بهذا الرقم، والسجلات التي تعترف بكوني موظفة أيضا تتعلق بهذا الرقم، الرقم أهم مني، الرقم والأوراق لا تحمل الا صفة الرقم، وبعض البيانات التي تجعله فريدا غير متكرر، بيانات منها، تاريخ مجيئي الروحي والبدني للعالم، وبيانات اخري تتعلق بمكان تواجدي في تلك البلاد، تحديد للموقع، حمدا لله أنه لم يكن تحديدا للتحركات داخل البلاد، وهناك بيان مهم جدا يحدد نوعي الجنسي، وبيانات أخري، لكن ما كنت أريد إضافته في ذلك انه لا يحمل صفات معنوية، إنه مجرد حصر بياني، وفعلي للموجودين علي الأرض، أقصد علي الأرض وفي تلك البلاد تحديدا، وبالتالي، ان فقد ذلك الرقم، لابد من استخراج بطاقة بديلة، لان هناك احتمال ان ينتحل شخصا ما شخصيتي، كيف ينتحل شخصا ما شخصيتي بامتلاكه هذه البطاقة، انه شئ بغيض، وغير مفهوم، فكيف يمكن ان يحمل روحي سواء، وملامحي الانسانية، كيف يصدق الناس الرقم بدون ان يكون دالا علي الروح ؟ وكيف يمكن ان يكون هناك بصمة للروح ؟ تجعل من المستحيل حدوث تقمص شخصية لشخصية أخري، وما هي الشخصية؟ هل هي ذلك الرقم فقط؟ أم انها تاريخ وروح وتركيبة انسانية لها ملامح مميزة ؟
غالبا لأن تلك البطاقة ليست بطاقة روحية، ولا بطاقة نفسية، بالتالي، فاستخدام ذلك الرقم - بغض النظر عن تطابق الصورة الموجودة عليها مع الشخصية التي تحمله –سهلا ميسورا، لقد اخترعنا وسيلة سهلة ومريحة ليتقمص البعض شخصية آخرين، ولأن الماكينات والبشر لا يتعرفون علي بعضهم البعض الا من خلال تلك البطاقة، لذلك، فالبطاقة أهم من الوجود الإنساني، اهم من الانسان، لأنها اثبات له، أي أنها بطاقة إلهية مقدسة.
لا تتعجبوا، فالرقم ذلك، جزء لا يتجزأ من عقيدتنا المدنية، لكنه ليس الرقم الوحيد، هناك مئات الأرقام التعريفية، التي تحكي تاريخنا، وخصائص وجودنا علي الأرض، وتحديدا ان كنا مضطهدين أم مميزين، بل تحمل الأرقام تاريخنا الطبقي، في معظم الأحوال يكون محددا في الوقت الحاضر ليس ذو امتداد تاريخي طويل، الا لو كان ذلك الرقم مهما جدا، وهناك أرقام أخري تحدد مدي تميزنا العرقي، ومدي الحماية التي يمكن الحصول عليها من الشر في هذا العالم، ومن الظلم، هناك رقم يحدد أهمية العلاج الذي نحصل عليه، ومدي العناية التي نتلقاها، ان وجودنا المدني هو وجود رقمي بالأساس، لكنها أرقام منفصلة عن النظام الرقمي الطبيعي، وبالتالي لا ترتبط بالعقيدة، ولا بالطبيعة في شئ، أي أنها أرقام حصرية ، يمنحها معاني منفصلة عن الروح، معان مادية تحدد نوعية وجودنا الأرضي المدني، وتحدد نوعية الحياة التي نحياها أيا كانت أهمية وجودنا الروحي والإنساني، لأن هذه الأهمية لا يمكن قياسها بالارقام، إلا إذا كان للنجاح الروحي آلية تمكن من قياسه، بالأرقام، ليتمكن المنظمون من ادخاله في النظام الرقمي المنظم لوجودنا، وبالتالي يخضعه لمعايير النجاح المادي، ويعترف بوجوده
ولا سبيل آخر لنجاح الروح
الا اذا تمكن النظام الرقمي من التعرف عليه، أي أن الروح لابد أن تتحول إلي رقم
رقم تعريفي، رقم ايداعي، رقم عائد. أليس هناك بصمة رقمية للروح ؟
أليس هناك نظام رقمي خاص بالأرواح، يحدد مدي رقيها ؟ هل هناك من يعمل علي قداسة الأرقام وارتباطها بالروح
هل يمكن قياس التضحية بالآلات ؟؟ أو الوفاء؟ الاخلاص. والخيانة كذلك. ماذا عن الأنانية؟
إن السبب الوحيد لانتشار مرض الأنانية هو ان الأجهزة لا تتعرف عليه، وتتعرف فقط علي الأرقام التي تمثل العائد، والعائد لا يتم تعريفه من خلال آلية الحصول عليه، وبالتالي، لا مانع من ارتكاب أي جريمة انسانية بالخفاء، أي بعيدا عن أي آلية رقمية تمكن من التعرف عليها

رقمي في مكان عملي هو 050160، وهو رقم اكتسب تميزا بمرور السنوات، تميزا م النوع  المتوسط، لأنه حديث نسبيا لانتمائه للألفية الثانية، بينما يزداد الامتياز كلما كان الرقم يشير الي تسعينيات هذا القرن، أو أقدم من ذلك، هناك أرقام أخري مرتبطة بعملي،تتعلق بنوعية الأداء، مثلا، هناك رقم خاص ذهبي متميز يتم منحه لكل القائمين بأعمال التلجراف الفوري وهذا عمل نبيل، يقتضي الإبلاغ الفوري عن كل الأحداث اليومية التي يعتقدها البعض غير مهمة وثانوية بينما تكون في حقيقتها معلومات مهمة عن المتحدثين بها، تمكن الجهات اعليا من اصدار بعض القرارات التي تضمن عدم تعارض مصلحة العمل مع مصلحة كل عامل، أو بمعني أصح قرارات تمكن الجهات العليا من حماية مصالحها ومصالح المؤسسة التي تتعارض مع المصلحة الخاصة للعامل، وأحيانا لو كانت بعض سياسيات المؤسسة تتفق مع الصالح العام للعاملين، تقوم بإلغائها، لكن بشكل تدريجي غير ملاحظ
هناك الرقم الفضي، وهو يلي الرقم الذهبي، وهذا الرقم هو الضامن لكل الجالسين في محطات الانتظار، من معرفة موقعهم القادم في المؤسسة، وذلك شرف لا يتم منحه الا لمن هم في يوم ما سيتم منحهم الرقم الذهبي، هناك رقم آخر، يرونزي، وهو رقم يكاد يكون عادي، وهو الرقم الذي يتم منحه لكل من يتم تقديم الوعود له، بمنحه الرقم الفضي، يليه الرقم الذهبي، وبالتالي فهو في حالة من الصراع المستمر والانهاك، وفي حالة من حالات صراع الديوك، أقصد صراع العاملين الآخرين الذين تم منحهم الرقم البرونزي، لأن الارقام الفضية أقل عددا من البرونزية


مي حواس
22-8-2015

الجمعة، 7 أغسطس 2015

حوار

مقدمة : من الظلام أمد يداي أمسك القلم، بل أنقر علي الكيبورد، كلمات كثيرة، لكنني من خلف الظلمات أشعرها،
         في النور أمسك الفرشاة بعد هجري لها، ألون بألوان فاقعة، ولا أِشعر شيئا، أين الظلام ؟
        في النور، لا أتحكم بشئ، لا أقبل شئ، لا أمتلك شئ، لمن تلك الأشياء كلها، الكتب، السيديهت، الصور، الأقلام، العود، البيانو؟ من صاحبتها ؟
صوت 1 : أين هي صاحبتها ؟ لا اريدها
لا أفعل شيئا
صوت 2 : لم ؟ لم تمتنعين عن الحياة ؟
صوت 1 : أنتظر أوامر، عذرا أنتظر السماح لي، عذرا أقصد أنتظر إشارة منها لما يجب علي فعله
صوت 2 : من هي  التي تنتظرين اشارتها ؟ ولم تنتظرين احدا ؟
صوت 1 : هي أول من عرفت
صوت 2 : لكنها ليست أنت
انت موجودة الآن
أنت أنت
وهي هي
هي ليست أنت
انتما حياتان مختلفتان
أهداف مختلفة ...رؤي مختلفة...كل شئ مختلف
كيف تمنحينها العيش من خلالك؟
صوت 1: ليكن ما تريدين، ماذا يمكن فعله الآن ؟
لا أريد ترتيب أغراضي الآن، لأنها ترغمني علي التذكر، علي تذكرك...علي تذكره...لا أريد
وأنتما سبب تعاستي، وتعاستك أيضا
صوت 2 : لتكتبي إذن...اكتبي ما تشائين
لكن ذلك ليس حقيقي، ذلك ما تراه هي، انني سببب تعاستها، ولذلك يجب أن أكون تعيسة، لا ترددي صوتها
أنت ليست أنا ، أ،ت هي متنكرة في صورتي، أنت وهم ليس حقيقي، لكن ضعفي يجعل صوتك عاليا، قريبا ستختفين عندما تظهر شمسي مرة أخري، عندما يكون فعلي مني وليس من شبيهة لي، لا تريد خيرا الا لذاتها، نعم انتي صوت نرجسيتها، الذي يجعل الحب مشروط بالطاعة، ويجعل الحياة من أجل الآخرين إلغاءا لي...مني أفيق من صوتها المتمكن ؟ متي يستعيد وعيي مكانته من فعلي ؟ متي يعود الوعي متحكما ودليلا للا وعي وليس العكس؟
متي أعتقد بوجودي ؟


مي حواس
7-8-2015

السبت، 1 أغسطس 2015

مناجاة غيبة

كنت بعضا منك
مازال بعضي لديك
ردني لي
...
كنت تستظل بشجرة الحياء
في حديقتي
لا تغادر
...
أنا عالقة بزمننا
أغيب
إن تحركت مع الزمن
ولا باب للماضي
فأين أنا الآن
لا مكان لي
ولا زمان
...
ما هي الغيبة
ان لم تكن غيبة الروح
غيبة البدر عند اكتماله
...
كنت كما كنت
ستكون كما ستكون
أين نحن منك ؟
...
لم أعتد ارتجافة الروح
التي أبصرت هروب
انعكاسها
تخلت عنها
فأصبح الهواء كالعدم
لا فرق
صرخة موت الروح
هي قيامتها


غيبة

كنت وما زلت، كالعائم في أماكن لا يعرفها، يمر يومه كما يمر، يمر به ولا يمر، يتوقف فلا يعبأ به الزمن، يستمع لرغبات الموت، لكنه لا يعرف كيف يخرسها، كنت أظن أن ثمة حياة، لكن كل تلك الأحاسيس الشجرية، جفت تبخر منها الماء، ثم تفتت ، وفي اول هبوب تناثرت، وتناثر معها وجداني، إلي جزيئات بل الي آلاف الجزيئات، الكرستالية، لكن مطموسة بالحزن،
كنت اسير بين الناس لا أراهم ويروني ولكنهم لا يروني، يرون ما يريدون أو ما لا يريدون مني، وكنت لا أراهم، كنت تحولت الي دمعة متلألئة، ونزيف، لا  تظهري الألم، فلا سبب للتعاسة، فالتعاسة تبتز الجميع لتظل محلقة فوق رؤوسنا، والتفتح يظل يلوح لنا من بعيد لا يستطيع الاقتراب من اسلحة الفتك التعيسة، أو من نيران القيود التي تجعل القناعة شبيهة بالعبودية
كنت أختنق، فلا قدرة لي علي السير البخطوات مقدمة، وأنا بين عذاب القلق المتضخم، والخوف المرتقب من كل شئ أقترب منه أو يقترب مني
ولا سبيل لدفع الخوف، وكان هذا الوحش الكاسر لا يعبأ بتوسلاتي، ولا يعبأ بتهديداتي، لا أدري كيف تمكن من خيالي لهذا الحد، ولم تركت أسلحتي في أماكنها
هل كان الياس متمكنا مني، هل تناقضت سلامتي، وروحي مع روح أخري؟ هل فضلت روح أخري علي وقدمت نفسي فداها ؟
ومن هي تلك الروح ؟ هل هي ذلك الصوت الحنون الذي اسمعه منذ صغري؟
لكن ليس فقط هذا الصوت الذي يبث دوما افكاره في عقلي، هناك تلك الأنا الغائبة عني، التي اختارت ان تغيب، أو التي حكم عليها ان تغيب مرة أخري، كيف تستمر بعد ان انهارت كل تلك الصروح المشيدة، أو التي تم تجاهلها، أو الاستغناء عنها تماما، كانها لم تكن، كأنها كانت عدما، كأن كل أنفاسي التي عشتها به، كانت خطأ فادحا، ما عادت تلك الأنا بقادرة أن تستمر، ما عاد لوجودها معني، فكان معناها ليس منفردا، لكنه ذهب فجاة، بلا مقدمات، لكنها عندما غابت، غاب معها كل شئ، كل ما كنت أحلم به في حضوره، وكل ما شيدته وشاركته، كل أفكاري كان تم استباحتها، ولم تعد لي، ولم تعد لنا، ولم تعد بالمرة
غابت كل الأشياء التي بنيناها...اختفي عالمي في تلك الغيبة
ألا أيتها النفس الغائبة؟ أحن إليك، لم تتركيني وأنا أنت ؟ وكيف لي أن يكون لي ذاكرة، او كيان في غيبتك، وان عدت يوما ، أسمع نفسي من مستقبلي أسألك كيف سأجد الحياة بعد تلك السنوات التي مضت علي كأنها نصف حياة ؟ كيف اكون بدوني...كيف اكون بدونك ؟
كيف تتركيني للصوت الذي يخبرني انني قد غبت تماما، ولم اسمع صوتي
لا أسمع صوتي
 كأنها ذكري لحياة، كأن حياتي القادمة تعود أمامي الآن أعيشها قبل أن تكون، كنت أعلم أنها ستحدث يوما، كنت أعلم إلي أين أسير ولم أستطع تغيير اتجاهي، ولم أفطن الي مغزي الرؤيا المبكرة، ولم أفطن إلي  مغزي النجاة من استنزاف الروح في غير عودة
لم أصدق انني كنت أحد الأدوار المكتوبة، وأنني فقط أقوم بدوري في الرواية الجديدة،وفمصير كل شئ قد تم تحديده مسبقا، ونحن ننفذ ما قد قدرنا له...في الحياة العائمة تصبح الثواني الحالية غائبة، لا يوجد الآن ، فلا يوجد غير ما هو فائت وما هو قائم...انني غائبة عن الآن

كل ما منحته من روحي، هو جزء مني، آمنت بوجوده، وما زلت، لكنني بدوني لا أكون
ولن تعود لي كما كانت
لن تعود لي، بعدما حكمت عليها ان تتقبل حب بلا حبيب


 مي حواس
اغسطس 2015