الجمعة، 31 يوليو 2015

مناجاة المصعد

مكاني الأرض والسماء، فموجات الطاقة تطلقني خارج الجاذبية، خارج جدراني اللامعة والمصقولة، خارج الكتابات الخفية عليها، التي يكتبها كل الزائرين، بعضها طلاسم أو فوضي، وآخر حزن، بعضها بحروف مجهولة، ومعان غامضة، يكتبونها إما حفرا أو بأقلام خشبية ملونة، وأحيانا تتبعثر الكتابات في هواء غرفتي الصغيرة كأصوات خفية، أحيانا لا أراهها وأحيانا أدركها جيدا،
غالبا ما تتكون كثير من التخيلات صورا في الفراغ الذي أحتويه، تبعا للزائرين، لكنها ثوان معدودة فقط، لا تستكمل نصف دقيقة، ليختفي الزائر تاركا مزيجا منه، ويتكرر ذلك مع كالجميع، ورغم وجودهم معا، في فراغ واحد، فهم غير موجودين بأجسادهم كما يظنون، بل بموجاتهم الروحانية، وطاقاتهم النفسية، تبدو خفية لأعينهم لكنني اراها رغما عنهم، وأكاد لا أراهم، لا اري غير الحزن ربما لجدراني المصقولة قدرة علي الاختراق، ، فأفكارهم ميتة كوجوههم العابسة، ربما قليل من الموسيقي يبعث فيهم روح منه، أو يذكرهم بأنهم ليسوا أسري تلك الأجساد الضيقة التي تقيدهم بعيدا عنه، ربما لو سمعوا موسيقاي، سيتعرفون علي أنفسهم بلا وجوه مصطنعة.
ربما تحمل الموسيقي شفاءا يرفضه الجميع، لعل الشفاء يعني المقاومة التامة لتبعات المرض العضال، ربما لا يظنون أنهم مرضي به.
هل من الممكن ان أحذرهم بشكل أو بآخر، هل من الممكن أن أحذر كل من كانت هالته مطموسة بالتعب او الدخان، بأن أطلق له قدرا ما من الموسيقي التحذيرية لباخ؟ ام قدرا من ديباجته الموسيقية في مقام سي الصغير...هل تشكل لهم آياته الحكيمة بصوت عبد الباسط دعوة للموت أم بثا للحياة ؟
كيف يحبون الحياة اذا تجنبوا الصباح كل يوم ؟
في بعض الأيام أسمع صراخ متمر من البعض، لا يسمعه أجد، بل لا يسمعونه بآذانهم، تجبرهم أقدامهم إلي المضي قدما في كل يوم، وتصرخ أرواحهم  ربما فاض بها الكيل
أحصنة بيضاء وسوداء تنطلق كالريح نحو الحب، وتترك من لا يرريد الانتصار لا تخبروا أحد ان رأيتموها، كما انني لن اخبر ان رأيت الفجر في عيونكم كل يوم



الجمعة، 24 يوليو 2015

شوق

أحب الأمواج التي تتكسر علي الشاطئ، لأنها ككل شئ لا ينتهي، له دورة تتكرر، كما أنها تحادثني، بصوتها المتكسر، أو المفاجئ، والذي لا يمل، والذي يعود كثيرا، صوت لا مثيل له في الكون، كصوت عودة الحب للرمال، أو صوت أسرار القاع للشاطئ، وفي كل موجة قصة تماثل قصصنا جميعا، لا يملها الشاطئ، ولا يمله الموج، صوت الموج هو صوت الكون والحياة، صوت اللانهائية والبعث، صوت البعث، نعم، صوت الروح
بسبب كل تلك اللحظات التي تهرب مني عند استدعائها، فربما أري طيفك في وقت ما، ملاطفا، قليلا، كعودة الطفولة الي مجراها، ورغم بعدي عن الطفولة زمنا، وبعدك عنه ، بحكم السنوات، لكن زمن الطفولة أجمل معا، لكن الطفول جزءا منا، وربما كنت أراك حينها، بالروح فقط، أجلت كل اللحظات التي أخاطبك فيها، حتي تبخرت كلماتي، كالأثير المشتاق للفضاء، يسبح فيه طائرا حتي يلاقيك، لعل كلماتي وأفكاري اللطيفة تطير اليك دوما
وعندما أصل للحظة تشكيل الحروف، افقد اللغة، وتفقدني الأحاسيس، فرما تختبأ معك ومعي، بعيدا عن الصفحة البيضاء، ربما تفتقد بوتقة الوجدان، ربما لا تشبهها الكلمات ولا تشبهها الحروف، ربما يفتقد المعني عند البحث عنه، ويفتقد عند تعريفه، ربما نحتاج لكثير من السنوات لتعريف ذلك الخفي مما لا نبوح به، ولا يبوح به الوعد،
وربما، كانت الأماكن التي زرناها، أجمل أماكن رأيتها، أتذكر المقعد المواجه للحائط الزجاجي، ونظراتي تبحث عنك ان تأخرت دقائق، كما أتذكر عيناك بهما شئ مبهم خفي مفقود عندما أراك خلفه تبحث عني، أو تبحث عن لقائنا المؤجل لدقائق، أتذكر اختيارنا موعدا قبل اللقاء بنصف ساعة فقط، أتذكر هيبتي للقائك، كل مرة، كأنني علي موعد مقدس، كنت أري مكان اللقاء كمحراب، او كحديقة، وأحيانا، لا أصدق ان هذا المكان موجودا الي الآن، فلم لا ينادينا مرة أخري ؟
تسقط تلك التعريفات العقلانية للانسان، لم أجدها بك، أم تراني أخطأت؟
بين ساعات العمل، والقراءة، ساعات قلانعكاس لهما، وأحيانا لما هو قادم، وأحيانا للآمال، لا أدري ما سر الأشجار طويلة الأجل ؟ هل يحمل سرها الأطفال ؟
لقد مللت ذلك، مللت اصفرار الشجر، انه ليس الخريف الذي يصنعنا، نحن نصنع الخريف، بل نطلبه، بلا سبب، غير الملل من الاخضرار، هل الخريف حل سعيد، هل كانت الحديقة متاهة، تاهت بها المشاعر؟
توجد دوما تلك اللحظات، التي لا تننتمي للزمن

السبت، 18 يوليو 2015

الدائرة المغلقة

أتجول بين طرقات وغرف أماكن معروفة، وبين أوجه معروفة، كل من أعرفهم أو أريد رؤيتهم، بعض الأوجه محببة، بعض الأوجه من الكتب، كان الجميع يتحدثون معي عن قرار ما، مهم يتعلق باختيار أحد الوجوه، وهو قرار ضمني، أي غير معلن، خفي بشكل أو بآخر، أحد القرارات الضمنية التي تحركنا جميعا دون التحدث عنها، لكن الوقت حان لتحويله الي ظاهر القول، لم أكن أستطيع تحمل عبء هذا القرار وحدي، وكان ذلك وحده كفيلا بفقدان قدر كبير من شعوري بالاتحاد مع جوهري والثقة به، غير أن التبعات النفسية كانت اشد من اختيار المخاطرة، لعلهم شعروا بمخاوفي وأرادوا شد أزري علي خوض الحياة، لم يتم هذا القرار في وجودي، بل أثناء سفري، وقد لمتهم علي ذلك، لكن يبدو ان الوقت قد أزف، ولم تكن تخطيطاتي دقيقة كما ظننت.كان يقف بعيدا في منزلنا، أمام المرآة استعدادا لرؤيتي، يبدو فتيا، ناضجا، أعرف هذا الوجه، ربما التقيته منذ بضعة أعوام، لم أكن أدرك أنه المختار.
كنت مع عائلتي في اجتماع، أراقبه واقفا في غرفة اخري، كان ما زال يتأمل نفسه، وبدأ الحوار يدور الجميع يحيط بي، والديَّ، واخوتي، يخبرونني ان ذلك اختياري وليس العكس.
وفجأة وجدناه معنا، في الاجتماع، لا أدري لم كبر فجأة، وظهر الشيب عليه، لا أتذكر من هو تحديدا الآن، رغم أني أعرفه، لم يكن ذلك الوسيم الحالم، وكان ينظر لي راجيا،كنت أنا التي ترجوه في ظاهر الأمر، لأنه يعلم تماما ما بداخلي نحوه. لم تكن التفاصيل مهمة للدرجة، فالموقف حكيم أكثر مما تتحمله التفاصيل، فربما كانت الرسالة، اننا نختار ان نختار او اننا نقبل أن نكون احدي اختيارات الآخرين، وان الجميع يدرك ذلك، لكن السباق هو في سرعة الادراك والتصرف قبل ان تكون انت أحد اختيارت الناس والظروف، ربما لم تكن الرسالة التي أنفذها ليست إلهية، وليست صوتي الداخلي، كما ظننت، ربما هي صوت حنون لكنه ليس صوتي، بينما الرسالة الإلهية هي تعديل اماكن المكعبات ووضعها في أماكنها الصحيحة.
كان يعلم حيرتي، وعدم اكتمال استقلاليتي او ثقتي في استقلال القمر رغم وجوده في مدار الأرض وأن الأرض مستقلة رغم وجودها في مدار الشمس، وان الكون كله عبارة عن مدارات تدور حول مدارات أخري..أكبر منها او أكثر قوة عنها، أو لها دور آخر ، رغم ذلك كان مهما جدا وجودها، فبدون اي نجم موجود في السماء لاختل تكوين الكون، رغم ان عددها يقدر بالملايين، ونحن كذلك كملايين البشر، عندما نقرر ان مفتاح الصندوق ليس ان ندور حول رؤية واحد فقط، فذلك قرار يغير الحياة علي الأرض.، يغير موازينها، عندما نقرر ان نمتنع تماما عن دائرة الرأسمالية الفارغة، عندما نقرر ان نستخدمها من أجل مبادئ أخري وليس اخلاصا لها، قد ينقذنا الله من براثنها كيف نخلص للحرية ان كان الكل عبدا لشئ ما؟
لم أكن أعلم سبب اهتمامه، لكنه تحدث عن استقلالي المادي، لم أعد أدرك الفرق بين سلطة المادة والسلطة الاجتماعية، قد تم برمجتي ان هناك مجموعة من القوي المتحكمة في تعديل رغباتي بحيث تتفق لما هو مطلوب مني تماما، وكان النجاح بالنسبة لي هو تقليل مساحة الاختلاف، كنت أريد طمس معالمي، وتميزي، لأنه كان مصدر عذابي المستمر فطيلة الوقت هناك صراع ضدي، كأنه ليس مطلوبا مني أي شئ، غير هذه الأشياء العادية اليومية، حتي ظننت يوما، أن لا سبب كاف لوجودي، فكنت رقما عاديا بين الأرقام وذلك قمة النجاح، ويكفيني تهنئة كل الأقوياء الذين حطموا العادية، ولكن لم أكن أدري كيف يفعلون ذلك.ما هي القوي الجبارة، أو الحكمة التي تتنزل عليهم ليكونوا أنفسهم

ربما لم يعد دوري الا الدفاع عن تلك المساحة القليلة المتبقية، والتوقف عن ملاحظة أعين المتهكمين، فما أضعفهم.

بلا عنوان

كيف ابدأ، ربما تتبخر الكلمات، لم تعد تتدفق كالموج الربيعي، لم أعتد انحسار أمواج التدفق الشعوري كل تلك المدة، لا أستلهم من داخلي لك الجنان التي كنت أراها تتجسد أمامي كلما لمحت أحد الأطياف،
يا تلك الامواج التي تخاصمني، اكشفي لي عن بحر البحر داخلك، أبحري بي الي منتهاك، لا تستمعي لصوت الخوف داخلي الذي يهزني، فهو وهم وسراب، لكنه تجسده يبدو حقيقا اكثر من جسدي، لا تتركيني علي الشاطئ لا أدري وجهتي، فالإبحار فيك يا محيط لهفتي، وغايتي المستكينة دوما
بعيدة عنهم أحمي كل الطرق من تلصص نظراتهم المشككة، أغسل حصا الطرقات بأشعة شمس قلبي، لتطرد برود أجسادهم، وأعتني بورود بنفسجية لتجرح استهانتهم بالحياء، ولتشفيني من كذب الحياء المصطنع المقدم لي في ألوان ذهبية، أعزز الشجر المتضافر لمرمي البصر، أروي له أساطير العابرين المستظلين به، والمنكرين لوجوده في ذات الوقت، أمسح بكفاي، عبير الشجر، وأرطب شفتاي بعصير ثماره، لعل المستجير بالشجر، لا يعبأ أبدا باختفاء الجذور، بل تعززه روح تلك الجذور سريانا في الجسد
تلك كانت رحلتي، بين الشجر والورود والظلال، الحدائق كانت دوما خير تفسير للبشرية، بعض الحدائق دوما ليلية، لا يكتمل كمالها الا ليلا، وفي ضوء القمر المنعكس علي أوراق شجرها اللامع، وبعض الحدائق عتيقة، تثير في النفس حكايات الزمن العتيق ايضا، فتعجب بها رغم عدم تهذيبها، ووجود التراب علي الكراسي المتناثرة في غير اتساق، أو في اتساق فقد معناه منذ زمن، ولم يعد هناك اهتمام بإعادة بث المعني الحدائقي في صيغة جديدة، هناك حدائق لا تريد أبدا رؤيتها، فهي شائكة الطرقات، مخيفة، لا تحمل الا اللوم المستمر، والرغبة العارمة في سحر عينيك بسراب وهمي عن وجود بحيرات ومياه ونوافير، بينما هو انعكاس أشعة الشمس علي أرضها المصقولة الترابية، لتخدعك باحتمالية اكتشاف أسطورة خفية ومبهمة
أردت الكتابة، لكنني لا أدري، كيف يسكب القلب نفسه بدون ان يتألم كثيرا، وكيف أعيد قراءة سطور تفسي المختبئة، مرة أخري، بدون مواجهة الوحدة التي تزعجني، لذلك كلما هممت العزم للاقتراب من تلك المساحة المحظورة، بدأ الحراس في دفعي بعيدا عن نفسي، وتبدا معركة طرفها الأقوي هو الحراس، وطرفها المتخاذل هو رغبتي في رفض المتوقع، لم اعتد أبدا الضعف، ورغم ذلك، أتخذه والخوف خليلين، لا يفارقاني، حتي في النوم، هل أستحق النوم، وعقلي ملوث بالخوف ؟ بل يريد مني الخوف اكتمال الجنون كل شهر
لا أستطيع أن أعود أدراجي، لكنني لا أستطيع التقدم أيضا، لا أدري كيف اصبحت متجمدة، لكنه منعني من التقدم، وأنا منعت نفسي من نسيان كل شئ عنه، لم أستطع ذلك، لأنه مميت، ورغم عدم رؤيتي له، رغم وجود كل شئ يمنع معرفتنا، رغم وجود كل شئ يمنع استمرار معرفته، سهل جدا تجاهل المشاعر، أو الهروب منها، لكنها دوما ستكون بانتظارك، لأنك حتما ستعود يوما، والا ستخسر العمر كله
كيف تمتنع عن المشاركة التي تجعل من المعرفة حدائق ، وكيف ترضي بقليل من الماء، بينما انت تستحق النهر كله،
كنت ألمح كل عبارات الشعور تتحول لحقائق رقمية، وأخري تتحول لعبارات عقلانية واقعية، واخري تتتحول لمحاولات اسكات كل صوت للشعور، لم أعد أدري ان كان ما يميزني هو عين العيب الذي يراه بي، ولكنه لا يريد ان يواجهني بذلك، وفقط يحاول اصطياد كل شعور وتجسيده في تمثال لا سبب لوجوده، بل ربما ليس متكامل النسب او المعني.
ربما لم أعد أدرك كثيرا منه، فعندما أدنو من الأرض أفقد قدرتي علي الطيران، بل أفقد قدرتي علي الاستبصار والتاويل، شئ ما يتسرب من روحي إليه، لكنه يتكر ذلك، ولا يري الاعتراف بذلك التسلل، ما الأكثر إيلاما، هل التغاضي عن تغاضيه عن جرحه لكبريائي، أم التغاضي عن وجوده كلية رغم اختفائي ان فعلت ذلك ؟
لم يعد يهم كثيرا ان يعترف بوجودي، فعدم الاعتراف هو اعتراف ضمني، خلف حجب الملكوت، ستسقط يوما ما في عالم الجبروت
لكن في ذلك اليوم ،ستكون ذاكرتي القصيرة قد نسيت تفاصيل الألم واسباب وجوده، ولن يكون هناك دليل الا بؤبؤ العين المجروحة، واللؤلؤ المنثور باستهانة علي الشاطئ أو في القلب







السبت، 11 يوليو 2015

الحفلة

المكان مزدحم، بأصدقائه ومعارفه، والكل سعيد بالمناسبة التي تأخرت كثيرا، أحمل هدية، من كعك، ، ولكنني أعود أدراجي لاحضر هدية أخري اكثر قيمة، دوما أتعرض لهذا الموقف،
طرق وسط البلد جميلة رغم ضوضائها وعدم انتظام الأ،شطة بها، لكنها دافئة جدا، تتناقض بها المشاهد اليومية للزائرين وبين عظمة وجلال المعمار بها، فالمارون والمارات عاديون لحد ما، لا يشعرون بجلال المحيط..ولذلك فكل الحكايات والمواقف ولغة الكلام، منفصلة تماما عن روح المكان، وعندما تنظر لهذه المباني، تشعر أنها حزينة أن لا أحد يهابها
 وعند عودتي وجدت وجهين مألوفينن لصديقتين لم التقي بهما منذ زمن، وأجد كل أهلي حاضرون،  وكان هذا مثار تساؤلاتي، واندهاشي...ربما اندهاشهم أيضا.
كنت انظر حولي أبحث عن مكان، أجلس به، لا أدري لم يزدحمون حوله بهذا الشكل، غالبا لن تتاح فرصة لرؤيته، كنت أعلم ذلك تماما، ولكن ما الداعي لرؤيته مرة اخري، فقط لمباركته والتعرف علي العروس الجديدة، أليست الحفلة من أجل ذلك ؟ ربما...لم أزعج نفسي بمحاولة الاستفسار لمعرفة سبب الحفلة، ليكن أي سبب
أتذكر شيئا ربما يكون قد حدث فعلا، أننا تحدثنا، لكن الضباب كثير حول هذا المشهد بالذات...كان مبتسما...ولكن حديثه خافت..وسعيد.كنا تحدثنا فعلا قبل الحفل علي ما أعتقد، لكن في مكان سرمدي، لا مت للواقع بصلة...
...
لا أدري ربما ليست هذه المناسبة للتعرف علي ناس جدد، ورايت سيدات روتاري جاردن سيتي، بجواهرهن الثمينة ومكياجهن المبالغ فيه، بدأت أشعر بالانزعاج لوجودهن، لم قام أو قمنا بدعوتهم...ولم أشعر الآن أني غريبة عن المكان؟
أتساءل عن سبب تواجدي في مكان يثير ذكريات الهجر؟
لم جئت ؟ هل قام بدعوتي ؟ بدأت أتساءل عن الحلوي أريد تناول الشيكولاتة...إنه أقل شئ أتوقعه ما دام الألم قد عاد...
الحفل به كل شئ...وأعتقد أنه سعيد
لم لا أترك الحفل وأعد حفلا آخر...

مي حواس
12 يوليو 

 2015

الجمعة، 10 يوليو 2015

اثنتان في المعركة

لم يكن غريبا أو نادرا أن أقف ذلك الموقف الحائر بين اثنتين، لا أدري إلي أي منهما أنتمي، أحيانا يتحرك جسدي مطيعا لها، رغما عني، لا أستطيع منعها، رغم كل ما أفعل لكي أوقفها لكن لا سبيل الي اقناعها، لا أستطيع التحكم الكامل بعقلي، أو بعيناي، أجدها تعبر عن مخاوفي وتبحث في المشاهد اليومية المكررة عن شئ من اللهفة للجمال، لكنها لا تجد الا العبث، وترفض الحب، بمعناه الأشمل، كحب اللون الأزرق، لا يوجد سبب لذلك إلا لأن حب ذلك اللون مؤلم، ومحاولة امتلاك الألوان قديم قدم البشرية، ومؤلم تحكم تلك الأسرار بي، التي لم تفكر من قبل في معايشتها، ولا تريد معايشة الا بعض الأمور السطحية التي لا تستنفذ روحك، ورغم ان ذلك ينتفي تماما مع الأخري، غير ان تلك التي تتحكم بي، هي نسخة مقلدة من نفس قديمة أخري لا تريد مني التحليق وتركها وحيدة رغم كل ادعاءاتها بالعكس، فهي تجيد الرهان علي مكسبها، وفي ذلك تختزل المشاعر الإنسانية الي مشاعر بسيطة تسيطر عليها دوافعها الداخلية نافية أي منطق رحيم يتعارض مع اعتقادها عن صالحها الأعلي.
أما عن تلك التي تحاول التعامل مع الفضاء كونه فضاءا وليس سقفا، فهي تشعر كمن تم تركه في الفضاء الواسع، لكنه لا يستطيع تحريك أجنحته وجسده بحرية تامة، كأنه لا يري الفضاء ، أو يري غلالة رقيقة تحد منه، فهي لم تعتد وجود الرحابة، أو كان دوما تركيزها علي محاولات تضييق ذلك الفضاء فكريا من قبل المحيطين، بحيث يبدو طيرانها محدودا في الارتفاع، كأنها لا تستطيع التحليق، لأن لا سقف، لكنها لا تري كيف تخترقه، وتخشي لذلك المحدودية في ذات الوقت، وتمضي دوما مؤكدة أنها تريد اللاسقف، ولكنها لا تعيش فيه وان أطلقت أجنحتها، ليس الا لأنها لم تسأل السؤال الصحيح، أو لم تفهم كيفية تقوية تلك الأجنحة أو لم تتعرف من تصرفاتها تحديدا عما يعتبر تقييدا لتلك الأجنحة بديلا عن اطلاق العنان لها...كون المشهد المتوقع هو عدم اكتراث الكل، ففرض اللامحدودية تتسع للجميع، غير ان قلة قليلة تريدها، خوفا من اكتشاف حقيقة اختيارهم الواهي للعبودية
في لحظات كثيرة أفقد الذاكرة، رافضة الاثنتين، تلك التي تمتلك أجنحة تحتاج لدعم، وتلك التي ترفضها تماما، أو تنفيها أو تضعها في الدولاب، لتتزين بها فقط في أوقات نادرة،
أتذكر فقط أن لا عمر لي، وان في أي لحظة، أولد من جديد، في عمر العشرين...عندما أقرر أن أتعلم شيئا جديدا...اتذكر أن ليس لي ذاكرة واحدة أو اثنتين، بل آلاف...في كل تعلم جديد...


مي حواس
يوليو 2015

السبت، 4 يوليو 2015

عزلة ورؤية

كنت أشاهدها بين الحين والحين
لكنني لم أجرؤ
علي التحدث معها
قررت التقدم نحوها
أمامها طبق كبير
به سمك وأشياء أخري من البحر
كلها جديرة بالإعجاب
انتظرت طبق لي
لكن لم تكن شهيتي مثلها
تحدثت قليلا
لكن لم أسمع صوتها
كان خافتا
وكانت تقرر ان لا سبب للقلق
اكتفيت بذلك ورحلت
كانت تجلس مع أعزاء اعتدنا رؤيتهم
في هذا المكان اللطيف
قليل من الناس
كنت اعتدت رؤيتهم هنا
قبل رحيلهم المفاجئ
ربما كان ذلك المكان مفتوحا
للقادمين من اي عالم

وقبل ذلك ظهر فجأة أمامي
صورة لأحد الزواحف السامة
سوداء كبيرة
كثيرة الغليان
لكنها تختفي خلف ستار رقيق
لم اكن أدري انها هنا
قررت قتلها
مهما عانيت من العناء
حرمتها من الطعام
اليومي المعتمد علي أحقادهم
كانت تحرك ذيلها
ألم معدتي يتصاعد
الي حلقي
لرؤيتها أمامي
أكاد أفقد الوعي
لكن سرعان ما انهارت
أريد دليلا سماويا
علي موتها
واهنة ربما
ظننتها ماتت يوما

لكن الصمت حالة تأتيني
كثيرا في حضرة الناس
أليس هناك لغة أخري
للتخاطب
الصمت أفضل من الجاذبية
التي تحبس أثيري
قربا من الأرض
اعاتي الاختناق
قدر رغبة الناس
في القرب مني

امتد الفراغ أمامي
تسير امهات فيه
يحملن أطفالهن
كشجرة كبيرة
تظللهم ظلال سماوية

وتفتش عن المكان داخلك
لكن لا يتسع المكان لك
تطلب منهم الخروج

لكن لا مكان لهم 

مي حواس 
7 يونيو 2015

الطرق المختفية

كانت تمتد حديقة امامنا لنهاية الأفق لم تكن ملاعب جولف خضراء  بلا روح ولم تكن حشيش ينمو عشوائيا لكنها كانت جزءا من أسبانيا بمرتفعاتها المتدرجة، والتي يتناغم فيها الأخضر والأحمر والحجر، وتزينها الأشجار المختلفة الارتفاعات، وتحليها السماء المضيئة بدون لسعات الشمس، ولكنها كالسراج الهادئ، والهواء ساكنا لكنه عليل، لا يلوثه العنف ولا الكره، ولا تزكم أنفك رائحة النوايا الخبيثة والأفكار الأنانية، كنت مرافقة لأحد الحضور، وكان المكان طبيعيا، لا يوجد فيه اثر للمدنية القبيحة بالأسفلت الملوث، أو بالكربون المشع، ولا يوجد أثر لحائط أسمنتي واحد، وكان هناك مدعوون آخرون، الكل يشعر اننا بانتظار الملك المهاب، لكنه لا يعرف شيئا عن الآخرين، وقابلنا أحد المنظمين أراد التأكد من امتلاكنا الدعوة، فنظر في كشفه وردد: انتم مدعوان تبعا للجزائري.
كنت أريد ان أعرف من الذي دعانا، ولكن لم يكن لائقا أن أوضح جهلي بمن قام دعوتي، ولذلك صمت، لعلي أراه بعد قليل، أو ربما سأسال مرافقي الذي لا أعرفه، نعم، انني لا أعرف من هذا المرافق، لكنه كان لا بأس به، لا يتدخل كثيرا،  ولكن لا ينسي أصول المرافقة. كان هناك سببا أساسيا لحب المكان وهو السلام الذي يسيطر عليه
وكان رفيقي يبحث عن هذا الجزائري، الذي دعانا لهذا الاحتفال او النزهة في هذا المكان البديع كان اسمه مكونا من شقين أحدهما الجزائري ولكنه لم يجده، كنت سعيدة ان تم دعوتي لهذا المكان البديع فلم أري في حياتي أجمل  من هذه المنحدرات الخضراء،  ونحن مسموح لنا بالتجول في أي مكان بعد لحظات وجدتنا عند مدخل، نصعد سلم عمارتنا لسبب ما اختفت الطرقة الطويلة التي تصل بين السلم وباب الشقة فعدت أدراجي  أدور حول عمارتنا التي فجأة أصبحت في وسط تلك المروج وأصبحت جزءا من أطلال الفترة الذهبية قلت له مأكدة وجود مدخل آخر ووصلت لا أدري كيف الي شقتنا، كانت غير مغلقة الجدارن، وتضخمت مساحتها، لا أدري كيف، نظرت من داخلها لأري السلم موجود لكن الطرقة مختفية وكذلك الجدران التي تفصل بين البيت والمنور، ويتخلل النور كل شئ، وقد عاد للعمارة رونقها القديم، ولم يكن ضروريا وجود السلالم لتصل لأي مكان، لأجد أمي بانتطارنا فقلت هناك مكان آخر لابد لك من رؤيته

مي حواس


 30 6 2015

البحر

كنا نجلس علي الشاطئ، الجو رائع وصافي، ولا أدري لم أجلت فكرة النزول للبحر كل هذه المدة، فقررت الانطلاق، وبالفعل جريت نحو المياه، لكن تذكرت اثناء الجري اني نسيت حقيبتي ، فعدت منادية ان يقذفها أحدهم لي، وقام والدي بقذف الحقيبة والتقتطها، ثم جريت للشاطئ، واسقطت حقيبتي قبل المياه مباشرة وسرت كثيرا داخل البحر لكن موعد الجزر كان قد حان والمياه منحسرة، ولم أدر لم يوجد كل هؤلاء الناس رغم انحسار المياه، وجدت أخي فجاة وأختي، أخي أخبرني انه لابد من اجتياز السور الذي يفصلنا عن المياه العميقة تركته وتوجهت هناك كان يخاف الغرق، لكنني وجدت نفسي فجأة في مكتب هندسي لاحد المديرين، ووجدت نفسي أمسك لوحات عديدة بها تصميمات لمكان مقدس، وعلي الرغم من أن المكان كان قصرا قديما يحتاج لترميم، لكن ذلك لم يمنع من وجود مياه البحر داخله، هناك حملني أحدهم بين ذراعيه، كي لا أبلل قدمي بالماء الموجود علي الأرضية الخشبية، ثم تركني. وجدت المدير خلفي، يختبرني فيما أحمل من لوحات، يسألني في تخابث واضح، هل هي كيمياء ؟ ولم أرد عليه، او اكتفيت بتأكيد ان أمامنا الغد لكي ندرس القضية.فحياني مبتسما وانطلق، وقررت أنا أن أفقد حماسي في عرض البحر، والكل يحذرونني مما أريد ويقنعونني أنه سراب
ولذلك كنت أبدو دوما كالمجنونة التي تري ما لا يراه الآخرين.



4 يوليو 2015