الأحد، 6 نوفمبر 2016

جنون 1

واحد فقط
يأبي إلا ان يحب
يحب فقط
لم يكن لديه خيار

كعصفور يأتي ليرحل
كثيرا

أترقب تحرك الفرشاة لأول مرة
كنت اسمع لومها
ولوم أصابعي

عادت مرة أخري الكلمات الصماء
التي لا أستطيع اللحاق بها
تتتبخر كالضباب في سماء
بيضاء تماما
وتتركني وحيدة هنا معكم

تذهب العواصف
ويحيط باالمكان بخور الرحيل
لم جئت تحت وطأة الخوف
اسمع كلمة الخلاص
وأري الجميع يتحرك أمامي
جموع تبدو سعيدة
لكن اسمع ضجرهم
الضجر لون أملس
موجود لكن لا تراه
كالخوف تماما

مي حواس


الاثنين، 24 أكتوبر 2016

عندما توقفت عن ملاحظة السماء



كنت دوما من أعظم الملاحظين
للخيوط التي تربطنا بالسماء الأولي
كنت أجد كثيرا من الخيوط تصلنا للسماء الثانية ثم الثالثة
لم أجرؤ لتتبع ما فوق ذلك
إلا في أوقات خاصة 
كان سهلا جدا
لان أسود الليل كان يخبأ الفضول
ومودة الليل يسهل استدراجها بالغناء
وبترانيم مناجاة النجوم...ضوء النجوم ينعكس علي جدران
غامضة لكن ودودة
توقفت فجأة
شعرت ان قصصي الكثيرة عن السماء
لا يسمعها أحد
لا أحد يصدق ان هناك
الكثيرون حولنا
وأن الحوائط ليست كذلك
وأن السماء ليست كذلك
وأن الناس ليسوا آليون
كما يبدو لنا
ماذا أفعل بدونه
بل ماذا أفعل خارجه
ماذا أفعل في هذا المكان
سألته ذلك السؤال مباشرة
مرة او مرتين
كنت أفعل ذلك بصمت وبدون مواجهة
ماذا فعلت لأكون هنا في مكان محدد
جغرافيا هكذا
لماذا اعيش في هذا العقل

مي حواس
23 اغسطس 2016



ضوضاء رمادية داكنة


يحدث كثيرا هذه الأيام
ان تمرق الفراشات مرة واحدة امامك
وتختفي لعدة سنوات
تبدأ النقطة بالتحرك في اتجاه دائري،
أخرج من سيارتي لتبرد
أقرر وضع الضجيج في الخلفية
واتحرك في الفراغ الذي لا أتواجد به حقا
اسير قليلا قليلا وسط العتمة
علي رصيف النادي الكبير
السيارات تصتف منتظرة في حالة تأمل
تشكر الرب الذي حرمها من استكمال العودة وسط الزحام
أسير ويرمقني السائرون
كأنهم يروني لأول مرة
صحيح....هم يروني لاول ولآخر مرة
أفكر أثناء سيري
ماذا سأفعل ان تعامل معي الواقع
باعتباري موجودة في الفراغ فعلا
ربما يجد أحدهم رغبته في تقبيلي
مكانا مناسبا الآن
كجزء من العدمية
أو السريالية
ربما سيجد حقيبتي غرضه السامي
أسير غير عابئة
من افتراضات لا امتلك وصفة سحرية
لمنعها
قدراتي السحرية أضعف كثيرا عما قبل
أسير في ضوء كشافات ساطعة
لكن اللون الأسود لا يعبأ
يستمر بدرجاته في كل المشهد
لا أري الناس
فجأة اختفي السائرون
هناك الرصيف العالي والضيق
استمريت بالسير
نحو مكان آخر أردت السير للأبد
كنت أبحث عن شئ ما
بهذا المكان
مفقود
شئ مني تركته هناك
ربما أتجاهل مكانه الجغرافي
أملا في الا يكون ذلك حقيقيا
ألا يكون بحثي عن المعبد
لم يكن صدفة...
أين الخريطة ؟
الضوضاء عنيفة جدا
ومئات السيارات تكتظ
شكوكي زادت في سر ذلك
هل حدثت كارثة طبيعية في الاتجاه المعاكس
ربما يهربون من نهاية العالم ؟
ما هذا الفيلم المكرر ؟
أجد رغبة في الهروب الي أحد البنايات
أريد الصعود للسطح
ربما سأجد عندها المختفون
أين أنتم ؟

رغم ان صراخي كان داخلي
لكنه أعلي من كل الضجيج حولي
سمعت همسا بعيدا جدا
أنا هنا
شاهدت انسانا بعديا جدا
يلوح لي في الأفق
رأيت طفلة تجلس أمامي
تشبهني جدا
أخيرا قالت لي
تحدثت مع كل الناس
لم أهملتني هكذا
كنت ابكي عند قدميك
أجبت
ألم تشاهدي كل هذه الفراشات
لم تكن لتأتي بلا عمل
بلا هزائم

مي حواس
24 سبتمبر 2016




الثلاثاء، 23 أغسطس 2016

البحر

  يتوقف قلم عن التحرك
ويقفز أمامي
ناسخا تماما ما يريد
تختفي هالات الليل المحيطة بعقولنا
ونستيقظ متعبين عن اللحاق بآخر يوم
نظن في اللهاث
ننسي في ذلك الكثير
تدرج ألوان السماء بين يوم ويوم
بين إشارة انتظار وأخري
وياتي مسرعا يوم التسوق الأسبوعي
لننسي
عناق الأمواج للشاطئ يظن بنا الجنون
قانون المد والجزر يريده العناق
ولا تختفي الأمواج ولا الشاطئ
انتظارا لنا
بل تستمر بين مد وجزر
تندهش...فهل القانون حي
هل هو صامت ؟
وكيف يكون في كل شكل
وكيف يكون هو الشكل
وكيف يكون هو هو
وكيف نترك ذلك
لنكون طابورا طويلا من الأضواء الحمراء
أضواء إنذار ذات عقول مبرمجة بفعل انسان
والكل يسيرون خلف شئ ما غير ما يريدون
ثم يقفون ثم يسيرون هكذا لما لا نهاية
وحتي عند الوصول لا نصل لشئ
لنعيد الكرة ...مرة تلو مرة... تلو مرة
تضاءل العقل تماما
لنقطة صغيرة سوداء
ستراها لو قمت بتكبير الضوء الأحمر
ألف مليون مرة


مي حواس
23 اغسطس 2016


 

الأربعاء، 10 أغسطس 2016

أجنحة


أنسي انني علي موعد مؤجل
نتيجة ذلك
أصبحت علي موعد مع التأجيل
إنه شعور لا مثيل له
أن كل شئ لن ينتهي الآن
وحالا
فيما بعد
بعد الذي لا يأتي أبدا
ماذا أنتظر
لماذا لا ألعب الدور الآخر

أنظر من النافذة
الأفق يغري بالطيران
هل لأن الأفكار تطير بعيدا عني
هل لانني لم اعد في هذا المكان
حيث لا يراني فكري
متي أعود

أعد خطواتي في الممر
ثم إلي البطل الصامت
أعد الطوابق طابقا طابقا
تري كم هي سعيدة الوجوه هنا
رايت إحدي الجارات
مع اطفالها الصغار
هي خلف دموع
والأكبر فيهم يحميها
من نظراتي المشفقة

أشفق علي البطل الصامت
في كل القصص التي ساهم فيها
يظل صامتا
لا يحكي شيئا



مي حواس
10 اغسطس 2016


السبت، 16 يوليو 2016

العقل المختفي


جالسة

في نافذة تبدو مشابهة

لكل النوافذ التي أراها

أتردد كثيرا خلف الزجاج

هل أخترقه بيدي

أم بجسدي

يبدو زجاج الواجهات أمامي

لتلك الأبنية

يبتسم ساخرا

يذكرني بالغرف

الكثيرة المتجاورة

توقفت

عن الانتظار

هناك أيادي كثيرة

تمتد في اتجاه أفقي

لا تتوقف عن النداء

أرفع يدي لاعلي

من أعلي البنايات

ارتفع عن ذلك المكان لكن

أظل في ذاكرته

يد عاملة

تطرق كثيرا من الأبواب

لكن لا يسعها

هداية الأرواح

أمارس دوري في مسرحية

مادية كما هو مكتوب

وتظل الدموع حبيسة

الغلاف الزجاجي

أتوقف عن لومهم

كما اعتدت

كلما أتقنت دوري

أتوقف عن التنفس

قليلا

ربما يدفعني الاكسجين دفعا للتنفس

خوفا من انقباض الشرايين

المخيف

ربما حينها أتذكر

مذاق التألق الروحي

 

أترقب الأذرع الكثيرة

لا أجد منها إلا صوتا واحدا

يشبه الهوام

خائفا من عودة دقات الساعة اليومي

المنبه أصبح كالمايسترو

لا حاجة لمضمون فكري

لتذكر المواعيد
 
أري ابتعادا
ورفضا
لكل ما يبهج
لخلوه من البهجة
البهجة تكاد تكون عقيدة
ان لم تصدق في الحب
ستنساك حتما
ربة البهجة
 
وتشدو  الحرمان
وانت قاتل ما يحييك
لعل زخارف القباب تقنعك
ان لا كنزا
مخفيا ستجد في الحرمان
أو في تبديل معاني الوجود
لن يختزل الوجود نفسه
في عقل واحد أو عدة عقول
 
 

 


 
مي حواس
يوليو 2016
 

الجمعة، 15 يوليو 2016

عالم تحت السطح


بارد

ذلك الحجاب العقلي

ثلجي تماما

يمنع تلك الاتبعاثات من عينك الثالثة

يردها كما تفعل

المصدات الرصاصية

تعود لي

باردة أيضا ...رؤيتي

كأنما أصابها المرض

لعيناي تتلصص

تقتحمها وتسير في مسارات

الأعصاب إلي عقلي

لتبقيه جامدا

كجمود موت الحلم

أعنفها

قائلة لا لن تعودي

لن تعودي الي الزنزانة

 

يقف ملوحا بيده

واثقا من صموده كصخر

بشرط ابتعاد الشمس

يظن الحرارة قاتلة

الكشف مخيف

لكل وجه لا يرحم

 

بفعل قدرتي السحرية

علي تجميد كل ما يحيط بي

لا أعول كثيرا عليك

 

لكن

ملاكي الحالم

يدعوكم دوما

لنبع الحياة المختفي

أسألكم

لم تتركون النبع لزجاجة من الكوكا كولا


كل اللحظات الخالية

لم تفيدني

إلا بلحظة في حلم ما

رأيت فيها انني

بين مشاهير كثيرون

في مكان جبلي ومائي في ذات الوقت

في حفل من حفلات


تجمع لا معني له

غير ان الوجوه الجميلة لا تريد الا البريق

الأجمل منها

عانيت الأمرين

الاول هو تحيز السينما للأوجه

الجميلة فقط

والثاني هو اختفاء الأرواح الجميلة

داخل أجساد

ضعيفة

لا تحميها لفترة طويلة

عانيت قلبا منقبضا طيلة الوقت
 
عانيت استسلام شمس

لقاتليه

مي حواس
يوليو 2016

الأربعاء، 6 يوليو 2016

شجر الي الغيب


وعندما تترك الشجرة

سائرا في تلك الغابة

لمحيط الاهتزازات المخيف

للموجات التحت حمراء

فانت كمن ترك السماء

لعالم لا يعرف الإنسان

لا يعرف الا نوع واحد من الغيب

ليس الغيب أعلي السموات

ربما غيب الانترنت

 

جوهر المادي

لا مبال أمام عدل

لا يزيد من قوته

متخف بالاختفاء

خلف أقنعة الحقوقيين البريطانيين

 

يتسلل الخوف والتشويش

لأعتي العقول

حاملا البراهين

علي صحة جنونه

 

وعندما تركن إلي شجرة الأحلام

ستمتص كل التشويش

والانبعاثات التحت حمراء

وفي هذه اللحظة

ستتعرف الي اسمك

وصفتك

ستراهما في روحك

كما تري الشمس

 

وستتبخر كل الافتراءات لتترك

العقل ضئيلا

أمام جنونه

كمن اكتشف كروية الأرض

فجأة

أو خشونة ملمس الخشب

سيكتشف

غياب القلق الأول

لم يقلقه يوما ما حقا

وان كل القلق الآخر

يضلل

الا من امتلك نفسه

بين نفسه

الا من امتلك يوما ما

أفعاله

 

مي حواس

يوليو 2016

 

استيلاء


أري الأيادي تنهش في كل ركن من أركان غرفتي، وبكل أغراضها، أناس أعرفهم وهناك آخرون لا أعرفهم، لا أدري كيف دخلوها، لماذا يجدون حاجياتي مهمة، كيف يعبثون بها هكذا، ألا يعلمون انهم يعبثون بحياتي ذاتها، أدراجي، ومحتوياتها، دولابي وملابسي، حتي التلفزيون والأشياء الصغيرة التافهة التي تتناثر بالغرفة، الأجهزة الكهربائية الصغيرة، المطبخ، وكل آلة به، كل ادراجه ومحتوياتها، كل شئ يتعرض للبحث والتدقيق ثم السرقة بلا خجل، بل بجبروت من يظن ان بامكانه اخذ كل شئ بلا استئذان كأنها ملكه.
كنت نائمة لأستيقظ وهم بغرفتي لا أدري كيف كنت نائمة هكذا وهم بحرية يعبثون بها، كممارسة عادية جدا، تركوني نائمة، وكنت أجد ثقلا بي ، لا أستطيع الصراخ، وكلامي منخفض الصوت كأنه همس، لا أستطيع الصراخ، وبديلا عن ذلك كنت أرجوهم ان يتركوا غرفتي وانهم يعتدون عليها بلا سبب واضح بل بلا احتياج لذلك، رمقوني بأعين ساخرة، مستهترة، لا تعبأ بشئ كانوا يتركون ما يمسكون ليتفحصوا شيئا آخر، وهكذا، كان الصراخ ينفجر داخلي، كنت أبحث عن التليفون لأتحدث لموظفة الاستقبال بهذا الفندق الغريب، كيف لهم ان يسمحوا بهذا العبث، لكن لا أجده، وعندما وجدته أخيرا بعد بحث سريع في محتويات غرفتي المبعثرة وفي وسط الضجيج الغير مفهوم، لأسئلتهم الغريبة عن كيف أمتلك كل هذا، من أكون ؟ وماذا أريد ؟ وجدت التليفون غير صالح للاستخدام. خرجت من غرفتي الي الطرقة وجدت الفندق مهملا جدا ولم أرد ترك الغرفة فعدت مرة أخري إليها...أسقط في يدي...فهم لن يتركوها مهما فعلت.
عقلي لا يجرأ علي طردهم...لابد من وجودهم
وإلا ستصبح غرفتي خالية من المعني
لامانع من منحهم كل أفكاري وأحلامي
لأعيش داخل كل فرد فيهم
دون امتلاكي
 

مي حواس
مايو 2016