يحدث كثيرا هذه الأيام
ان تمرق الفراشات مرة واحدة امامك
وتختفي لعدة سنوات
تبدأ النقطة بالتحرك في اتجاه دائري،
أخرج من سيارتي لتبرد
أقرر وضع الضجيج في الخلفية
واتحرك في الفراغ الذي لا أتواجد به حقا
اسير قليلا قليلا وسط العتمة
علي رصيف النادي الكبير
السيارات تصتف منتظرة في حالة تأمل
تشكر الرب الذي حرمها من استكمال العودة وسط الزحام
أسير ويرمقني السائرون
كأنهم يروني لأول مرة
صحيح....هم يروني لاول ولآخر مرة
أفكر أثناء سيري
ماذا سأفعل ان تعامل معي الواقع
باعتباري موجودة في الفراغ فعلا
ربما يجد أحدهم رغبته في تقبيلي
مكانا مناسبا الآن
كجزء من العدمية
أو السريالية
ربما سيجد حقيبتي غرضه السامي
أسير غير عابئة
من افتراضات لا امتلك وصفة سحرية
لمنعها
قدراتي السحرية أضعف كثيرا عما قبل
أسير في ضوء كشافات ساطعة
لكن اللون الأسود لا يعبأ
يستمر بدرجاته في كل المشهد
لا أري الناس
فجأة اختفي السائرون
هناك الرصيف العالي والضيق
استمريت بالسير
نحو مكان آخر أردت السير للأبد
كنت أبحث عن شئ ما
بهذا المكان
مفقود
شئ مني تركته هناك
ربما أتجاهل مكانه الجغرافي
أملا في الا يكون ذلك حقيقيا
ألا يكون بحثي عن المعبد
لم يكن صدفة...
أين الخريطة ؟
الضوضاء عنيفة جدا
ومئات السيارات تكتظ
شكوكي زادت في سر ذلك
هل حدثت كارثة طبيعية في الاتجاه المعاكس
ربما يهربون من نهاية العالم ؟
ما هذا الفيلم المكرر ؟
أجد رغبة في الهروب الي أحد البنايات
أريد الصعود للسطح
ربما سأجد عندها المختفون
أين أنتم ؟
رغم ان صراخي كان داخلي
لكنه أعلي من كل الضجيج حولي
سمعت همسا بعيدا جدا
أنا هنا
شاهدت انسانا بعديا جدا
يلوح لي في الأفق
رأيت طفلة تجلس أمامي
تشبهني جدا
أخيرا قالت لي
تحدثت مع كل الناس
لم أهملتني هكذا
كنت ابكي عند قدميك
أجبت
ألم تشاهدي كل هذه الفراشات
لم تكن لتأتي بلا عمل
بلا هزائم
مي حواس
24 سبتمبر 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق