الجمعة، 10 مايو 2024

في يوم ما

 في يوم ما

...
ترحلُ الطيورُ في دوائرَ متتاليةً
ترتفع في سماءٍ عاليةً
حلقات ذهبية الظلِّ
ربما حان موعدُها بعد غيْبتِها بالوادي
مع شمسُ مَغيبٌ وأفقٌ حالمٌ
أرجوانيٌ سكونُهُ وهادئٌ عبيرُهُ
تَنحِتُ في الرياحِ طيرانَها
أَمواجاً من أجنحةٍ موسيقيةٍ
وتعزِفُ ألحاناً خَفيَّةً عنا
لكنها تراهُ جَلِياً
فتَتَشكَّلُ طيوراً كهديرِ مُحيطٍ هائلٍ
في تناغمٍ حَلزونيٍ راقصٍ
يتلاعبُ معَه الريحُ العاتي
في تشكيلاتٍ مباغتةٍ حادةٌ حرَكتُها أو ناعمٌ تحليقُها
وتتجاذبُ فيها الطيورُ نحو بعضُها في ضمَّةٍ
تارةً رائِقَةً وتارةً عَنيفةً
تسبحُ تلك الرقصاتُ في سماءٍ ساطعٌ نورُها
ظِلُّ نِداءٌ وقَرار

تتَحَركُ رويدًا رويدًا في ابتعاد
في تلاحُمٍ يبدو الكُلُّ فيهِ طائرٌ واحدٌ
يفقِدُ كلُّ طائِرٍ فيهِ ذاتَهُ المنفردةَ ولا يَفقِدُها غايَة
يسمَعُ في ذاتِ كُلِّ طائرٍ صوتَهُ
كلٌّ في واحدٍ، وواحدٌ في كُلٍّ
عشقُ الغايةِ يَذْوي جانِبَ جَمالهِ أَيُّ شيءٍ
العشقُ لغةٌ لمَنْ يشتاقُ نورَ الظِّلِّ
سَماءٌ تُنيرُ الأرْواحَ
يرددُ كلُّ طائِرٌ مناجاتِهِ ومُناجاةُ مُهجَةُ القلوبِ
مسافرةُ نحوَ أفِقِ سماءٍ أُخْرى
تُرى أَحَتمي اللحاقُ بها ؟
هل تسيرُ سَفينتي في هدوءٍ أم تَظلُّ تلكَ العَواصفَ مُلاحقِةً؟
هل يمكن لمنْ لا يَرى إِلا تَمحورِهِ أَن يرى تجسد قيمةٍ أخرى؟
وهل إن رآها تدمرها قوةُ دورانُهُ حولَ ذاتِهِ؟

مي حواس
ابريل 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق