الجمعة، 10 مايو 2024

طائر


 

يبدو ك طائر جريح متعب من الطيران، يقف عند قمم جبال، للراحة، لكنها لا تنتهي، فبعد كل قمة هناك قمم أخرى، يبكي بلا دموع، ولا يدري تماما لم البكاء، هل هو مرور العمر، أم لذهاب العقل، أم لغربة الأصدقاء، ولم أفكر في كل ذلك، وقد كنت أريد التحرر من كل ذلك، غربة الأصدفاء وعبودية العمل وقسوة العقل، ما الذي أردته ولم يحدث، ولماذا قلبي يدق متألما من قسوتكم ؟

يفكر كثيرا في عالم الخيال الذي هجره منذ زمن. هل محرم عليه ذلك بلا كل الناس الملاحقين له, ربما شعر يوما ما ان من حقه التحليق/ ووهم نفسه انه يخلق منفردا بخفة وزنه, ربما ظن ايامه لا تنتهي مع عالم الخيال, ربما ظن ان في عالم الخيال ينتفي الصراع والألم والحزن, بينما تظهر كل هذه المشاعر مع وجود المتحدثون بلا تصديق, والمتظاهرون بالمشاعر/ فما أسهل الكلمات المنمقة والابتسامات الشفافة, ما أسهل التمحور حول الذات, ما أسهل فقدانها في ذلك الدوران العبثي, الدوران الذي يبدأ بدفعة حب قوية ويستمر الى أن يتوقف تماما, وهنا تبدأ الأسئلة...من أنا بدون دورانهم حولي, من أنا دون دوراني حول نفسي, ما هي المعادلة, بل هل هناك معادلة ؟ لهذا الاتزان ؟
كل تلك المشاعر والأفكار حتما ما إلى زوال...لماذا جاء وعينا الآن وأين سيتركنا ؟
هل في تلك الغيبة عن الوعي ؟
الغيبة عن وجود نسائم الرحمن في كل ثانية: متشوقة لاستشعارنا لها, نسائم الرحمة التي تحمل قلوبنا وتضمدها, رغم أنف المتكبرين, ربما يظن البعض ان طريقنا واحد, أو أن طريقتنا واحدة...لكن ذلك الزمن قد انتهى منذ زمن...لا يسمح تفتت القيم بتخيل هيكل كامل بلا تدخل تسويقي لتزيينه ومنحه الحياة...الحياة لا توجد في جودة الكلمات...بل في مدى اتساقها مع فطرتها وحقيقتها التي خلقت عليها...
أكسر تلك المرآة التي تعكس آخرين داخلي, هي مجرد صورة...


مي حواس
ابريل 2024

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق