السبت، 22 فبراير 2014

الدكتاتور الناعم




يَدورُ حَوْلَ العَبْدِ عَشَراتَ المَرّات، ليَتَأَكَّد أنَّهُ مُناسِبَهُ تَمامًا، يَتَجاهَلُ تَمامًا احْتِياجَهُ لِهذا العَبْدَ، ويَسْتَوْعِب تَمامًا ماذا سَيَمْنَحُهُ وماذا لَنْ يَجودَ بِهِ، ويَري كُلَّ تَفاصيلِهِ جيدًا، بِحَيْثُ يُمكِنُ تَوَقُّعَ رَسْمَ خُطُواتِهِ، ومنْ ثَمَّ يُمْكِنُ وَضْعَ سينارْيو لِكُلَّ رِدودِ الأَفْعالِ المُتَوَقَّعَةِ، لا يُقْلِقُ إِلا لو حدثَتْ أَحداثٌ خارِجَ سَيْطَرَتِهِ أوْ خارِجَ عِلْمِهِ، يَعْلَمُ أَنَّ الهَدَفَ يُريدُ أَيضًا مَنْ يُحقِّقَهُ، بالتّالي لا قَلَقْ إِلا مِنْ تَغَيُّرِ شَكْلِهِ، وفي نَفْسِ الوَقْتِ يَتَوَهَّمْ العَبْدُ أَنَّهُ مَسْلوبَ الإِرادَةِ، أوْ يَشْعرُ أَنَّ هناكَ ما يَسْتَلْزِمُ مِنْهُ مَنْحَ حُرِّيَّتَهُ لشَخْصٍ آخَرَ، ويُخالِجُهُ شُعورٌ قَويٌ بِالخِيانَةِ يُصاحِبُهُ وَخْزٌ للضَّميرِ عِنْدَما يَرْغَبُ في حُرِّيَّتِهِ، التي تَسْتَلْزِمَ اتِّخاذِ القَرارِ مُنْفَرِدًا، كَأَنَّهُ واجِبٌ ديني أَوْ وَطَنِّيٌ، وعِنْدَما تَسْنَحُ فُرْصَةٌ للإِنْطِلاق، وغالِبًا ما تَحْدُثْ ، يَتَجاهَلُها، أَو يَعودُ مُسْرِعًا مُنْجَذِبًا أَكْثَرَ لِذلك الدِّكْتاتور الذي لا يُشْعِرُهُ بالإهانَةَ، لِذلك يَخْفُتُ احْساسُهُ بِهَذِهِ الفُرَصْ رَغْمَ كَثْرَتِها ، حتي تَموتُ مِنْهُ نَفْسُهُ مِنْ حُزْنِها لاسْتِسْلامِهِ المَرَضِّي للاسْتِسْلامْ.