الخميس، 26 أكتوبر 2023

غياب الجمال 1

 

 أمسك الهاتف

أبحث في سجله عن رقم

المهتم بالحقيقة

أو بأسباب الجمال

يستغرق الأمر مني سنوات بدلا عن سويعات

كنت كطفلة 

تظن جمال الحقيقة محبوب لذاته

أحيانا أجرب حظي مع رقم ما

قد أجد إجابات لحيرتي

او قد أجد انعكاسا يخبرني عن تفسيري

قد يمد من نوره لعتمتي

ويرى معي الحق في خطاب لا يعمي البصيرة

لكني

مهما فسرت الكلمات إما

أجد الصمت إغراءا لمزيد من كلماتي

كالثقب الأسود

يجذب بسحره معان لا نهائية تريد المتلقي

لكن لا وعد بالبناء

مجرد رنين متبادل

على نفي التبادل أو انكاره أو سلبه

ذلك الرنين المرتجف والخائف

من أي مجهول لا يفسر نفسه عبر البيانات الكمية

 ...

وإما في تفسير كلماتي تختفي عنها

ما عنيته في أعينهم

وسيظل بيننا فقط ذلك الضباب المهيمن على العقل

ضباب الخوف والاتهامات العالقة

ميزة ذلك التعلق بالضباب

انه دوما ضباب... تتوه به الحقيقة

وتتلقى به الإصابات دون معرفة الفاعل

كل أمر يحتمل كل التفسيرات المطروحة

من كل الأطراف

فلا طرف يهتم حقا للقضية

أو لتفسيرها

كل عقل يهتم بصحة توقعاته

وصفاء براهينه الوهمية

كل عقل لا يرى إلا صورته بينما في مكان آخر

تدور معركته بقوانين أخرى تماما

الصورة تظهر في كل الأماكن في كل الثواني

في كل لحظة

خدعة لتلهي الجميع عن الأرض

عن رؤية حقيقتنا في الكلمات

في الجمل في المواقف والمشاعر

تلهي الجميع عن دوره

نحو كلمته وموقفه وشعورة

إلى أي مدى سنعيش في تلك الفقاعات

أو الخيالات التي تحمل صورة وهمية عن الحقيقة

صورة خادعة عن المعاناة

سطحية بلا جمال

ما المعاناة ان لم تكن لغياب حوهر الجمال
من نفوسنا
من أفغالنا
من شعورنا

 

مي حواس

26 أكتوبر 2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق