الأربعاء، 6 يوليو 2016

استيلاء


أري الأيادي تنهش في كل ركن من أركان غرفتي، وبكل أغراضها، أناس أعرفهم وهناك آخرون لا أعرفهم، لا أدري كيف دخلوها، لماذا يجدون حاجياتي مهمة، كيف يعبثون بها هكذا، ألا يعلمون انهم يعبثون بحياتي ذاتها، أدراجي، ومحتوياتها، دولابي وملابسي، حتي التلفزيون والأشياء الصغيرة التافهة التي تتناثر بالغرفة، الأجهزة الكهربائية الصغيرة، المطبخ، وكل آلة به، كل ادراجه ومحتوياتها، كل شئ يتعرض للبحث والتدقيق ثم السرقة بلا خجل، بل بجبروت من يظن ان بامكانه اخذ كل شئ بلا استئذان كأنها ملكه.
كنت نائمة لأستيقظ وهم بغرفتي لا أدري كيف كنت نائمة هكذا وهم بحرية يعبثون بها، كممارسة عادية جدا، تركوني نائمة، وكنت أجد ثقلا بي ، لا أستطيع الصراخ، وكلامي منخفض الصوت كأنه همس، لا أستطيع الصراخ، وبديلا عن ذلك كنت أرجوهم ان يتركوا غرفتي وانهم يعتدون عليها بلا سبب واضح بل بلا احتياج لذلك، رمقوني بأعين ساخرة، مستهترة، لا تعبأ بشئ كانوا يتركون ما يمسكون ليتفحصوا شيئا آخر، وهكذا، كان الصراخ ينفجر داخلي، كنت أبحث عن التليفون لأتحدث لموظفة الاستقبال بهذا الفندق الغريب، كيف لهم ان يسمحوا بهذا العبث، لكن لا أجده، وعندما وجدته أخيرا بعد بحث سريع في محتويات غرفتي المبعثرة وفي وسط الضجيج الغير مفهوم، لأسئلتهم الغريبة عن كيف أمتلك كل هذا، من أكون ؟ وماذا أريد ؟ وجدت التليفون غير صالح للاستخدام. خرجت من غرفتي الي الطرقة وجدت الفندق مهملا جدا ولم أرد ترك الغرفة فعدت مرة أخري إليها...أسقط في يدي...فهم لن يتركوها مهما فعلت.
عقلي لا يجرأ علي طردهم...لابد من وجودهم
وإلا ستصبح غرفتي خالية من المعني
لامانع من منحهم كل أفكاري وأحلامي
لأعيش داخل كل فرد فيهم
دون امتلاكي
 

مي حواس
مايو 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق