الجمعة، 5 سبتمبر 2014

بحر أسود

إليه يسبحُ التيار


قِمَمُ أهراماتٌ ذهبيةٌ
متبانية ُ الأطوالِ
كمدينةٌ منذ ُ الزَّمَنِ العَتيقِ
صامِتَةٌ تَجَمُّعاتُها
تردداتٌ لا مرئيةٌ تَرْبُطُهمْ
والصَّمتُ الوهميُّ يُخَيِّمُ عَليْها
تبْدو المدينةُ أُفُقًا لبَحْرٍ أَسْودٍ
أُحاولُ إِجادَةَ
منْطقَ تَلاطًمَ أمواجَهُ المُتشَعِّبَ داخِلي
وأَمامي
يبرُزُ الهرمُ المُتَعَدِّدُ القِمَمُ
ذو المستوياتِ المُرَكَّبَةُ فَوْقَ بَعْضِها
والمنُْزَلِقَةُ أَسْطُحِها
تَبْدو ملْساءَ وحَجَرِيَّةٌ
يُزَيَِنُها زُخْرُفاتٌ سُداسيَّةٌ وثُمانيَّةٌ
تَتَشابَكُ معًا في تَدَرُّجٍ من أَسْفَلَ لأَعْلي
يَراها المُسافِرُ منْ بَعيد
كرَمْزٍ للخلودِ يُشير

يبْدو كثيرونَ يُريدونَهُ
مِثْلي
يَسْبَحونَ ويُعافِرونَ التَّلاطُمَ وتَلاطُمِهِم
تبدو بَعْضَ الأَوْجهِ في ثُنائِياتٍ خَفِيَّةٍ
خَلْفَ اْبتسامات سَوْداءَ ونَظَراتٍ ذَهَبِيَّةٍ
يقتلان كلَّ منْ يُحاوُلَ الاقْتِرابَ

ويجْلسُ علي عرشِهِ
أصلَعٌ بِلا مَلامِحَ
في أَعلي الهرمِ يَطْفو
فوْقَ أَمْواجِهِ السَّوْداءَ
مُسْتَسلمٌ لِقُدْرتِهِ علي الجّذبِ
لِما يظنُّه مصيرَهُ المحْتوم
تَعلو قِمةُ الهَرمِ شمْسٌ سَوْداءَ
تشْرقُ بِضَوْئِها الذَّهبِ
علي أَفْئدَةٍ تَرْهبُ البَصيصَ لَكنْ تَتَشَرَّبَهْ
تكْرهُ السَّوادَ لكن تتَوشَّحَهْ
...
حِوارٌ صاخِبٌ وعَنيفْ
يعْلو رُويدًا رُويدًا
يبدو بينَ الوَجْهيْنِ وبيْنَ السابِحينَ
يشْتد.ُّ..منْ لا يَرْهبُ النَّظَراتَ السَّوْداء
...
لكنَّهُ يثورُ عارِمًا الآن
كجَبلٍ شامِخٍ 
ويشعل الوجْهانِ شُموعَ المُحيطِ
ذاتَ ضوءٌ لا نَري منه شَيْئًا
اخْتَفَتْ الوجوهْ
اختفَتْ المَدينةُ
اخْتفي كل أَسوَدٌ

الوُجوهُ كَثيرةٌ ومُتَبانيةٌ تَسْبَح
وأَري مِنْ مَكاني هذا
شاطئٌ مَعْدَنِيٌ مَصْقول
أَتَرَدَّدُ كَثيرًا فالكُلُّ يُهْرِعُ إِلَيْهِ
يُرَدِّدونَ حَديثًا عن النُّور
لكن أيْنَ هُوَ؟
 يَظُنُّونَ
الأضْواءَ البَيْضاءَ نورٌ ؟
مجهدٌ ذلك اليَمُّ الأَسْوَدُ
ما اعْتَدْتُّ هذا الزِّحامْ
أريد الخُروجَ الآن لكنَّ لا سبيلَ
للاسْتِيْقاظِ في عالَمي الأَصْلِيِّ
وقوةٌ تَمْنعُني منَ الغَرَقِ
وتَمْنَحُني رُؤْيَتَك وَنيسًا كَهِبَةٍ
إِليْهِ يسْبحُ التَّيارُ

مي حواس

27- اغسطس
5 سبتمبر  2014



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق