الجمعة، 22 ديسمبر 2017

أمطار الإشراق


كلما اشتقت اشتياقي إليك
علمت أني اشتاق سر الحياة...
ورهبتي منك...
 رعشة ميلاد كيان بنورك

توحد رقصات منبعها السلام

أمطار الإشراق

كيف يكون الكيان
عندما يكون الكيان دموعًا
دموعًا تنتشي بالدموع
والأحزان

وقد رَسَت سفينة الوجدان
أخيرَا عند شاطيٍء
لاح لها قريبًا
لا تري في الأفق سواه
وبعيدًا عن كل العالم
كانت ترانيمها تنساب
لقد هان القلب
واحتضرت زهورٌ غرسَتْها






شكوكي دفء يقيني بك

درب مطلبه الشك  في سواك


ألا يَنْبُت صخرٌ
بقطراتٍ رحيمة
ألا يأسر طيفُ الحنان
شرودَ ضلال التائهِين
لقد آلمني
تكذيبٌ يائسٌ
وَوَعْدٌ بالجنانِ المستحيلة
ألا يخترق ثلجُكَ أشعَّتَكْ ؟

الأحد، 17 ديسمبر 2017

يا من هو أجمل من كل ما بدا منه

يا من هو أجمل من كل ما بدا منه

يا شوق نراه ونعشقه
وإشراق نريده ونخشاه
وعذوبة لا نفقه سرها
ولا نتعذب إلا غيبتها
في لحظات بعد
يأتي أجمل قرب
ووجود يفسر الوجود
رحمة  نراها ونأملها
ووصال يرجو الوصال

من ديوان لمحات من نور - 2008

السبت، 16 ديسمبر 2017

كل ذرة في كياني





ليست كل المآذن تنادي للصلاة

ليتهم يتركونها فالقوم يفهمون كيف النداء
كل ذرةٍ في كياني

كأن روحي في فضاءٍ من فراغْ
أو كأنني وقد هَجَرتْني سَكينتي
إلي بحٍر متلاطم الأمواجِ عاصفِ الرياح
حيث لا أرضَ ولا شراعْ

اختفت كُلُّ مراكبي
كلها غابَتْ
وغاب عني حتى الضباب

فما كان لي شيٌء ولن يكنْ
غير حزنِ الطريق










وروحي في لهفتِها إليكَ
تضرعت لنورٍ سرمديٍّ
سجدَت أمام بابٍ لا تبرح
هربًا من  كيفَ ولمَ
سَكَنَتْ في يقين

إن ما ظنَّته بُعدًا
هو عيْنُ القُرْب
وما كانت دموعي
إلا همْسُ زهور
وتوسلت نورك
حبَّك
وتوسلتك لأكونَ بِكَ ولَك









 ولأَعْرفَ طريقي
يقين...
غمرني
لتَهْدَأَ طيورِكَ

ولأتبيَّن مسلكي دونَ خوف
إلا خوفُ المحبين

أين الآن منك ...؟




لست فقط كلماتك
ولكن أفعالك أنت



لا تنظر للخلف
فالخلف مكانه أمس
أما أنت الآن
حيث الآن أنت
والآن لِوَثْبتكَ في الزمان
فالغدُ القريبُ مكانُك
وهو مِلْكُكَ وبيتُكَ ورِهانُك
أمسٌ يدري قوتَك
وأنت لا تدري سرَّها
سرَّها الذي بين ضلوعِك
أيكون يأسُك كالسَّجان ؟
سوطُه رعدٌ وحرمان
يخنق كل لحظاتك
يحسُدُ لحظاتِ حرِّيتِك
يحوِّلها عبراتٍ لا تُشجي







كيف تحولت أفكارنا
 لصنم نعبده
كيف نسينا عشقا لا ينسانا
وأنت لا تدافع
سلَّمتَ سلطانَك علي ذاتِك
كأنَّ عمرَك أضعافُ السنين
وظنُّكَ أن تنتهي أيامُك
لا تَلتفِتْ لأمسك
فجدران أمس الذي غاب
انهارت بكل مخاوفه
لا تُلقِ بالاً لتوسُّلاته الجوفاء
فما يَملِك إلا صراخ اليأس
والقهر والانكسار
وليس لديه مفتاح كنزك
ولا حكمة الأقدار
لا تَمنحْه أمانَك
واكسر أغلالَك
فلن يمنعَكَ أمسُك
فالأغلال مِن صُنعِ خيالِك
والقيود أهونُ من ضعفِك
والعقبات تذلِّلها انتصاراتُ روحِك
وكل القمم ترتقيها
وفي كل قمةٍ رقصةٌ رائعة
تحفرها بِيَدِك …
وبروحِك تُحْيِيها

مي حواس 
2008 

هناك ولا هناك









هناك ولا هناك

يقولون:  الطريق...
ما الطريق؟
هو ليس ذاك
هو ألم روح
رياحٌ بلا رجوع
ارتحالٌ بلا وعود
عَوْدٌ حتميٌّ فَقَدَ الانتماء
...
منذ بداية فنائي...
بلا وطن بلا شطآن
بلا سكون ولا سبب
غير نورٍ كامنٍ بقلبي
غير سرٍّ يبوح بأسرار لانهائيةَ الجمال
غير احتمالاتٍ تفوق الخيال
حبٍّ لبذل حبٍّ لا يَجِدُ له سببًا
حبٍّ لما لا تراه خافيًا..
.هو ظاهرٌ لا تدركه







وما بعد وإلي أين؟
تساءلتُ...
فحزنٌ أثيرٌ أجد
فلا أبالي غيرَ دموعٍ خفيةٍ تخشي استضعافَها
تراب يغرينا بالتراب
وما قيمة ترابٍ ظالمٍ لا يرحم إلا التراب
ما قيمة ترابٍ مبذولٍ لأجل مزيد من التراب
ما قيمة من يرَون الترابَ غايتُهم وغايةَ الغايات
في أمواج من عبوديةٍ لأصنامٍ لا تراها العيون
وما سَنجِدُ الا التراب نتوسَّده
فما لنا نقطع أرحامُنا لأجله ؟
وعودُ سرابٍ في أرضٍ ظالمة
...
ما بال القرون التي ابتنَتْ أمجادًا علي جُرُفٍ هائل؟
وما بال قروننا تدعم أركانَها علي جبالٍ ينخرها الظلمُ والاستبداد
وأعود أتساءل ما بعد ...؟






فلا أَجِدُ غيرَ قلبٍ لا يملك إلا دموع
أصبح إظهارَها قوةً تجتاح عدوًا لا أراه
قلبٍ لا يملك سوي حبٍّ لا يَجِدُ له سببًا
قلبٍ يبذل في موضعٍ لا تراه القلوب
فكم من قلب سبقَه أحياه العطاء
وكل الجروح تُدمي
وكلها تدعوكَ للابتسام الحزين
واقسي من الجروح تجاهلُكَ مواجهة الجروح
هناكَ ولا هناك
أعود روحًا بلا زمانٍ بلا مكان
حرةً طليقةً...من قضبانٍ تَجهل العدل
ولا تستطيع الا ظلمًا خسر الانتصار


من ديوان لمحات من نور- مي حواس - 2008