السبت، 16 ديسمبر 2017

أين الآن منك ...؟




لست فقط كلماتك
ولكن أفعالك أنت



لا تنظر للخلف
فالخلف مكانه أمس
أما أنت الآن
حيث الآن أنت
والآن لِوَثْبتكَ في الزمان
فالغدُ القريبُ مكانُك
وهو مِلْكُكَ وبيتُكَ ورِهانُك
أمسٌ يدري قوتَك
وأنت لا تدري سرَّها
سرَّها الذي بين ضلوعِك
أيكون يأسُك كالسَّجان ؟
سوطُه رعدٌ وحرمان
يخنق كل لحظاتك
يحسُدُ لحظاتِ حرِّيتِك
يحوِّلها عبراتٍ لا تُشجي







كيف تحولت أفكارنا
 لصنم نعبده
كيف نسينا عشقا لا ينسانا
وأنت لا تدافع
سلَّمتَ سلطانَك علي ذاتِك
كأنَّ عمرَك أضعافُ السنين
وظنُّكَ أن تنتهي أيامُك
لا تَلتفِتْ لأمسك
فجدران أمس الذي غاب
انهارت بكل مخاوفه
لا تُلقِ بالاً لتوسُّلاته الجوفاء
فما يَملِك إلا صراخ اليأس
والقهر والانكسار
وليس لديه مفتاح كنزك
ولا حكمة الأقدار
لا تَمنحْه أمانَك
واكسر أغلالَك
فلن يمنعَكَ أمسُك
فالأغلال مِن صُنعِ خيالِك
والقيود أهونُ من ضعفِك
والعقبات تذلِّلها انتصاراتُ روحِك
وكل القمم ترتقيها
وفي كل قمةٍ رقصةٌ رائعة
تحفرها بِيَدِك …
وبروحِك تُحْيِيها

مي حواس 
2008 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق