السبت، 16 ديسمبر 2017

هناك ولا هناك









هناك ولا هناك

يقولون:  الطريق...
ما الطريق؟
هو ليس ذاك
هو ألم روح
رياحٌ بلا رجوع
ارتحالٌ بلا وعود
عَوْدٌ حتميٌّ فَقَدَ الانتماء
...
منذ بداية فنائي...
بلا وطن بلا شطآن
بلا سكون ولا سبب
غير نورٍ كامنٍ بقلبي
غير سرٍّ يبوح بأسرار لانهائيةَ الجمال
غير احتمالاتٍ تفوق الخيال
حبٍّ لبذل حبٍّ لا يَجِدُ له سببًا
حبٍّ لما لا تراه خافيًا..
.هو ظاهرٌ لا تدركه







وما بعد وإلي أين؟
تساءلتُ...
فحزنٌ أثيرٌ أجد
فلا أبالي غيرَ دموعٍ خفيةٍ تخشي استضعافَها
تراب يغرينا بالتراب
وما قيمة ترابٍ ظالمٍ لا يرحم إلا التراب
ما قيمة ترابٍ مبذولٍ لأجل مزيد من التراب
ما قيمة من يرَون الترابَ غايتُهم وغايةَ الغايات
في أمواج من عبوديةٍ لأصنامٍ لا تراها العيون
وما سَنجِدُ الا التراب نتوسَّده
فما لنا نقطع أرحامُنا لأجله ؟
وعودُ سرابٍ في أرضٍ ظالمة
...
ما بال القرون التي ابتنَتْ أمجادًا علي جُرُفٍ هائل؟
وما بال قروننا تدعم أركانَها علي جبالٍ ينخرها الظلمُ والاستبداد
وأعود أتساءل ما بعد ...؟






فلا أَجِدُ غيرَ قلبٍ لا يملك إلا دموع
أصبح إظهارَها قوةً تجتاح عدوًا لا أراه
قلبٍ لا يملك سوي حبٍّ لا يَجِدُ له سببًا
قلبٍ يبذل في موضعٍ لا تراه القلوب
فكم من قلب سبقَه أحياه العطاء
وكل الجروح تُدمي
وكلها تدعوكَ للابتسام الحزين
واقسي من الجروح تجاهلُكَ مواجهة الجروح
هناكَ ولا هناك
أعود روحًا بلا زمانٍ بلا مكان
حرةً طليقةً...من قضبانٍ تَجهل العدل
ولا تستطيع الا ظلمًا خسر الانتصار


من ديوان لمحات من نور- مي حواس - 2008 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق