الجمعة، 10 مايو 2024

منطق الوجود

 


‎ِيَشْغَلُني كثيرًا بالكِتابَة
‎انْهيارُ هالةُ الهَرَمِ الذَّهَبِيِّ
‎لمْ نَعُد نَشْعُر ُذَبْذَباتَها الحَنون
‎مُنْكَرًا نَراها
‎مُهْمَلا الهَرَمُ مُلْقَى بالصَّحَراءِ
‎كما لو كانَ الناسُّ قَد رَحَلوا
‎عَنْهُ للَأبَدِ
‎كما لو كانَ مُجَرَّدَ حِجارةً عادِيَّةً
‎ٍ بُنِيَتْ في مَكانٍ عَشْوائي
‎بُنيَ لسَبَبٍ أُسْطوريٍ بِتْنا لا نُصَدِّقُهُ
حتى اعتَقَدْنا لفَرْطِ عَبقَريَّتِهِ
وتَجَلي شُموخُهُ
كَوْنُهُ بِناءٌ فَضائِيٌّ
أثَرٌ ضَخْمٌ
‎لا نَفْهَمُهُ
‎نَهْجُهُ المُعَقَّدُ لا نُدْرِكُهُ
‎وفي مَمَرِّهِ زمَنٌ مُسَجَّلٌ وصاعِد
‎في جَلالِ ترْكيبُهُ الحَجريِّ
‎ إِمْكانياتُ التَّجَلي بلا لونٌ وقالب
لكَيانِ أَيُّ وَعيٌ مُتَأَمِّلٌ
‎وتنْظُرُ لِأعْلى
‎لِيُبهِرُكَ مَوقِعُ حُجْرَتُهُ بالسَّماءِ
‎كأَنَّما الصُّعودُ إِلَيْها
‎صْلاةٌ وتَسْبيحٌ
‎وكأَنَّها عالِقَةٌ بالفَراغِ
‎أو مَحْفورةٌ بالحَجَرِ
‎أَيُّ سِراً تَحْمِلُ أحْجارُكَ؟
‎وأيُّ سراً تَحْفَظُهُ كيْنونَتُكَ
‎يَذْهَبُ خاطِري إِلَيْكَ
‎فتُجيبُ عَن سِر ِّ تَكْويني الجَوْهَري
‎من أَينَ لَكَ بذلك العِلْمُ
‎يا هَرَمُ
‎هل حَجَرٌ كَيانُكَ
‎أَمْ هُو وَعيٌ تَجَلَّى بعِبْقَريَّةِ النِّسَبِ
‎أم أنكَ تَجَسُّدُ الخَفِيِّ مِنْ موسيقى كَوْنيَّةٍ
‎ورُؤْيةُ الكَْونُ لِنَفْسِهِ
‎وفي نَفْسِهِ
‎وأنشودةُ أَنغامٌ تُسَبِّحَ السَّماءَ
‎فتَلاقَت عندَ دَوران وَرْدَتُكَ الثُّمانِيَّةِ
‎في إيقاعٍ يَعْلو بِمُتَتاليَةٍ ذَهَبيَّةِ الرَّوْنَقِ
‎لِيُجَسِّدَ ذَهَبِيَّ النِّسَبِ
‎من أينَ لكَ بمَعْرِفةِ سِرُّ جَوْهري
‎وأَنا أَجْهَلُ مَعْنى عَزْفَ مَقْطوعَتِك
‎رُبَّما لأنَّك تُخاطِبُ النُّجومَ
‎ربَّما لأنَّك تُخاطِبُ الأرْضَ والبِحارَ
‎ربَّما لأنَّك عَصِيٌّ على الإِدْراكِ
‎عَصِيٌّ على تَحْييدِكَ بِمحْدودِيَّةِ القِياسِ
‎عَصِيٌّ على كلماتِ الشِّعرِ والغِناءِ
‎ربَّما لأنَّك وَجْهٌ َأرادَ الحَقيقَةَ
‎فأصْبحَ مِرآةً لها
‎بلا مِرآة
‎أصبحَ ترديدَ نَغَماتُها بلا نَغَمات
مي حواس
مايو ٢٠٢٤

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق