ِيَشْغَلُني كثيرًا بالكِتابَة
انْهيارُ هالةُ الهَرَمِ الذَّهَبِيِّ
لمْ نَعُد نَشْعُر ُذَبْذَباتَها الحَنون
مُهْمَلا الهَرَمُ مُلْقَى بالصَّحَراءِ
كما لو كانَ الناسُّ قَد رَحَلوا
عَنْهُ للَأبَدِ
كما لو كانَ مُجَرَّدَ حِجارةً عادِيَّةً
ٍ بُنِيَتْ في مَكانٍ عَشْوائي
بُنيَ لسَبَبٍ أُسْطوريٍ بِتْنا لا نُصَدِّقُهُ
حتى اعتَقَدْنا لفَرْطِ عَبقَريَّتِهِ
وتَجَلي شُموخُهُ
كَوْنُهُ بِناءٌ فَضائِيٌّ
أثَرٌ ضَخْمٌ
لا نَفْهَمُهُ
نَهْجُهُ المُعَقَّدُ لا نُدْرِكُهُ
وفي مَمَرِّهِ زمَنٌ مُسَجَّلٌ وصاعِد
في جَلالِ ترْكيبُهُ الحَجريِّ
إِمْكانياتُ التَّجَلي بلا لونٌ وقالب
لكَيانِ أَيُّ وَعيٌ مُتَأَمِّلٌ
وتنْظُرُ لِأعْلى
لِيُبهِرُكَ مَوقِعُ حُجْرَتُهُ بالسَّماءِ
كأَنَّما الصُّعودُ إِلَيْها
صْلاةٌ وتَسْبيحٌ
وكأَنَّها عالِقَةٌ بالفَراغِ
أو مَحْفورةٌ بالحَجَرِ
أَيُّ سِراً تَحْمِلُ أحْجارُكَ؟
وأيُّ سراً تَحْفَظُهُ كيْنونَتُكَ
يَذْهَبُ خاطِري إِلَيْكَ
فتُجيبُ عَن سِر ِّ تَكْويني الجَوْهَري
من أَينَ لَكَ بذلك العِلْمُ
يا هَرَمُ
هل حَجَرٌ كَيانُكَ
أَمْ هُو وَعيٌ تَجَلَّى بعِبْقَريَّةِ النِّسَبِ
أم أنكَ تَجَسُّدُ الخَفِيِّ مِنْ موسيقى كَوْنيَّةٍ
ورُؤْيةُ الكَْونُ لِنَفْسِهِ
وفي نَفْسِهِ
وأنشودةُ أَنغامٌ تُسَبِّحَ السَّماءَ
فتَلاقَت عندَ دَوران وَرْدَتُكَ الثُّمانِيَّةِ
في إيقاعٍ يَعْلو بِمُتَتاليَةٍ ذَهَبيَّةِ الرَّوْنَقِ
لِيُجَسِّدَ ذَهَبِيَّ النِّسَبِ
من أينَ لكَ بمَعْرِفةِ سِرُّ جَوْهري
وأَنا أَجْهَلُ مَعْنى عَزْفَ مَقْطوعَتِك
رُبَّما لأنَّك تُخاطِبُ النُّجومَ
ربَّما لأنَّك تُخاطِبُ الأرْضَ والبِحارَ
ربَّما لأنَّك عَصِيٌّ على الإِدْراكِ
عَصِيٌّ على تَحْييدِكَ بِمحْدودِيَّةِ القِياسِ
عَصِيٌّ على كلماتِ الشِّعرِ والغِناءِ
ربَّما لأنَّك وَجْهٌ َأرادَ الحَقيقَةَ
فأصْبحَ مِرآةً لها
بلا مِرآة
أصبحَ ترديدَ نَغَماتُها بلا نَغَمات
مي حواس
مايو ٢٠٢٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق