الأحد، 25 مارس 2018

الخبيئة

انتظر في نافذة سحرية
تخبرني أن الحب مخبأ في هذا العالم لكن طيوره
تخشي عبور حقول القنابل
تخشي عبور مدينة شديدة التنظيم
ألا عند العبور قد يبهرها البنيان الشاهق
المتسق والمنير
ألا كم هي باردة تلك الأسطح
انتظر خلف النافذة الحنون
تتطلع معي نحو ليل مبهم
كثير الجنون
عبر الأفق الممتد يمتد جنونه
ليشملني
انتظر في الجنون الليلي
خلف نافذتي الصدوق
تخبرني عن سبات الحب في أركانه
في اقصي الارض
بعيدا عن يميني
فقد الليل والنهار ألوانهما في مكاني هذا
وما الطريق في النهار الا اشتياق لملاقاة اسدال الليل له
وما الطريق في الليل الا هيام بزوغ الضوء
الهجرة الشوق والهيام والانتظار
ماذا تبقي لسكان المدينة
ماذا تبقي لانسانية لا تعرف من مدينة
الا آلية مبهمة للغاية
وكيف نراها مدينة وهي التي قتلت الحنين
والتجوال فيها تيه في صحراء الاقتلاع
تيه لن تعود منه الا بالاعتكاف
الليل هنا أخرس
فصوت سيارات القمامة توقظني
وصوت أجهزة التكييف والتلفاز
ويخترقني بكاء قطط تنادي ولا مجيب
اختفي كل الناس
هنا كل شئ يشبه المدينة لكن بلا روح
الشجر هامد لا يخاطب السماء
والسماء لا تدري ما هذا البناء الخالي من الناس
كيف يستيقظ الناس صباحا في عاصمة التصنع
كيف تألف مكان لا ألفة بينه وبين صانعيه
كي يكون ثقيلا كجبل علي كتفك
والليل غلاف اسود ابكم يكتسي بالصراخ
وكثقب اسود يمتص نور الصباح
لوني رمادي وابتساماتي كذلك
كلون كل شئ وكابتسامات التصنع اليومي
آلية التصنع سهلة كآلية الأزرار الابتزازية...
هذه مدينة تعاني
أزمة وجودية
تجعل الأفق فيها مرسوم بخط
والبحر فيها كبحيرة ضئيلة وان اتسعت
والصحراء هامدة لا خيال فيها ولا نجوم تغازل الرمال
الربيع هنا يوم عادي
يكاد يختنق في مكان السيارات اللهفي
علي اقتناص لحظة سعادة
بين لوحة واخري أو حفلة موسيقية
تأتي هنا مؤقتا لترخل لارضها بعيدا بعيدا مع الحب

تتطلع روحي لذلك النخيل البعيد
والنهر بين ضفتين
الايشتاق المرء لهذا الدفء
لأرض تحمل كل بناية فيها تاريخا يحادثك
رغم تعاستها
الا يشتاق المرء لمكان ينتسبون إليه
رغم ألوانه الداكنة
المعاناة فيها هي سبب كاف للحياة
علي الأقل ستكون معاناة بلا راحة آلية
ستعلم أن الإنسان حينها ليس آلة
أليست ملاقاة الموت ستكون حينها مرة واحدة ؟
وليست كل اللحظات


وماذا تبقي للمرء بعد فقدان المكان

مي حواس ٢٣ ابريل ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق