الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

غربة الحرف

لم يعد يفارقني، برغم استشعاري غربة لكل ما يحيط بي
لم أعد أتعرف ملامجي جيدا ، كما لن أعد أتعرف الحروف، ذلك أكثر ما يجرحني ويرعبني، انني لم أعد أتذكر الفارق بين الجيم والدال ، أو ما السبب في أن الألف تسبق الباء ؟ هل قبلت التاء ان تكون تاءا ؟ ربما وجود النقطتين فوقا كان اختيارها ، ولقد عرفت الميم وصلها ما بين الروح والجسد
لم أعد أتذكر جيدا هويتي...كما لن أعد أتعرف علي أشياء يومية عادية
ربما السبب أن التعرف لا يكون بالشكل ولكن بالشعور ، ربما لأن الشعور الذي توحيه الأشياء أضحي غريبا ومفتعلا أو عنيفا
ربما لأن حقيقة ما يحيط بنا من شوارع وبيوت وعربات ومحلات وأرصفة وأعمدة إنارة ، كلها لم تألف من لا يفهمونها جيدا، ولم تعتد ألا يستشعرها الناس بقلوبهم وحنوهم، ولم تعتد أنها معرضة من قبل من تبذل لهم كل ما لديها ، معرضة للمهانة والقبح والخوف...نعم إنها تخاف منا تلك الشوارع، تخاف من تركنا لها عرضة للإهانة ممن ينتهكون كرامة البشر...إنها تدرك أننا لا نعي غير أنانيتنا  ،وأننا تركنا القضية الأساسية بحثا عن نصر مؤقت...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق