السبت، 2 مايو 2015

إعادة المشاهد

إعادة المشاهد

بعض الأسباب تتفاعل
معا في كيمياء براهين
ذات روائح مختلفة
تثير حزن العصافير المحبوسة أبدا
وتثير حزن الأخرى على الشجر
لا سبيل لتفسير الأماكن
فلا المحبوس لديه مفاتيح
ولا الحر عرف الحبس
غريبة هي الدار الأخري
الدار الوحيدة التي تمنج
تصاريح بالأحلام
بلا قيد أو شرط
فالبناء الذي يسقط من علو
لم يكن ليحلم بأكثر من ذلك
والأم أشعلت روحها للموت
لم تكن تتوق لأشياء
تافهة يومية
ولم تهتم للزوابع المادية
والشكليات المظهرية
والأب لم يكن ليترك
فن تنسيق الحياة
في سبيل مزاعم المثقفين
في جلسات النرد المشبوهة
أو الكافيهات المغلقة
والعامل لم يكن
ليترك وردية ليلية
ان أراد مسابقة الأتوبيس
نحو شاطئ وهمي
من التواشيح العطرية لمقام صامت
ومندهش من عبثية سفره عبر زمن
في اتجاهين معا
شاهدت أحد الفلاحات
تبذر أرضا ما وطفلها علي ظهرها
لم تفكر في تملك الأرض يوما
 ففلاحتها دليل
لكن رغم ذلك
تسكن الآن غرفة ضيقة
تصعد بسلم قبيح نحو نافذة
تنظر لأرضها
وتسكب من دمها
فقد تبخر الجدود
بعدد الطوب الأحمر
لم تكن لتترك البقرة
تموت في سبيل عربة
لم تكن لتمنح نفسها كتبا
بديلا عن فلاحتها
لم تكن لتتبرج بفساتين
لكنها رغم ذلك
تفعل كما تأمر المدينة
كل الأشياء الحتمية تملكها
وتركت روحها تتبخر
رويدا رويدا
حتي تمام تمكن المدينة
ورأت أحفاد
لا يدركون الأرض ولا تركهم
لكنهم ينفذون وصية
وهم المدينة المرتقبة
يزحفون نحو أحلام وهمية
مدركين ذلك
لكن لا بديل عن الوهم
كأن الوهم طريق طويل ومزدحم كالحشر
التدافع يقتل من يحاول عكس الإتجاه
ووهم الغاية واضح كالقمر
لكن الوعد بالدار الأخري يظهر امامهم
وهو انعكاس لما خلف ظهورهم

فكل الأشياء تافهة مادية
يومية
لكنها
عند الكثيرين
أهم من الموت



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق