الجمعة، 24 يوليو 2015

شوق

أحب الأمواج التي تتكسر علي الشاطئ، لأنها ككل شئ لا ينتهي، له دورة تتكرر، كما أنها تحادثني، بصوتها المتكسر، أو المفاجئ، والذي لا يمل، والذي يعود كثيرا، صوت لا مثيل له في الكون، كصوت عودة الحب للرمال، أو صوت أسرار القاع للشاطئ، وفي كل موجة قصة تماثل قصصنا جميعا، لا يملها الشاطئ، ولا يمله الموج، صوت الموج هو صوت الكون والحياة، صوت اللانهائية والبعث، صوت البعث، نعم، صوت الروح
بسبب كل تلك اللحظات التي تهرب مني عند استدعائها، فربما أري طيفك في وقت ما، ملاطفا، قليلا، كعودة الطفولة الي مجراها، ورغم بعدي عن الطفولة زمنا، وبعدك عنه ، بحكم السنوات، لكن زمن الطفولة أجمل معا، لكن الطفول جزءا منا، وربما كنت أراك حينها، بالروح فقط، أجلت كل اللحظات التي أخاطبك فيها، حتي تبخرت كلماتي، كالأثير المشتاق للفضاء، يسبح فيه طائرا حتي يلاقيك، لعل كلماتي وأفكاري اللطيفة تطير اليك دوما
وعندما أصل للحظة تشكيل الحروف، افقد اللغة، وتفقدني الأحاسيس، فرما تختبأ معك ومعي، بعيدا عن الصفحة البيضاء، ربما تفتقد بوتقة الوجدان، ربما لا تشبهها الكلمات ولا تشبهها الحروف، ربما يفتقد المعني عند البحث عنه، ويفتقد عند تعريفه، ربما نحتاج لكثير من السنوات لتعريف ذلك الخفي مما لا نبوح به، ولا يبوح به الوعد،
وربما، كانت الأماكن التي زرناها، أجمل أماكن رأيتها، أتذكر المقعد المواجه للحائط الزجاجي، ونظراتي تبحث عنك ان تأخرت دقائق، كما أتذكر عيناك بهما شئ مبهم خفي مفقود عندما أراك خلفه تبحث عني، أو تبحث عن لقائنا المؤجل لدقائق، أتذكر اختيارنا موعدا قبل اللقاء بنصف ساعة فقط، أتذكر هيبتي للقائك، كل مرة، كأنني علي موعد مقدس، كنت أري مكان اللقاء كمحراب، او كحديقة، وأحيانا، لا أصدق ان هذا المكان موجودا الي الآن، فلم لا ينادينا مرة أخري ؟
تسقط تلك التعريفات العقلانية للانسان، لم أجدها بك، أم تراني أخطأت؟
بين ساعات العمل، والقراءة، ساعات قلانعكاس لهما، وأحيانا لما هو قادم، وأحيانا للآمال، لا أدري ما سر الأشجار طويلة الأجل ؟ هل يحمل سرها الأطفال ؟
لقد مللت ذلك، مللت اصفرار الشجر، انه ليس الخريف الذي يصنعنا، نحن نصنع الخريف، بل نطلبه، بلا سبب، غير الملل من الاخضرار، هل الخريف حل سعيد، هل كانت الحديقة متاهة، تاهت بها المشاعر؟
توجد دوما تلك اللحظات، التي لا تننتمي للزمن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق