الجمعة، 31 يوليو 2015

مناجاة المصعد

مكاني الأرض والسماء، فموجات الطاقة تطلقني خارج الجاذبية، خارج جدراني اللامعة والمصقولة، خارج الكتابات الخفية عليها، التي يكتبها كل الزائرين، بعضها طلاسم أو فوضي، وآخر حزن، بعضها بحروف مجهولة، ومعان غامضة، يكتبونها إما حفرا أو بأقلام خشبية ملونة، وأحيانا تتبعثر الكتابات في هواء غرفتي الصغيرة كأصوات خفية، أحيانا لا أراهها وأحيانا أدركها جيدا،
غالبا ما تتكون كثير من التخيلات صورا في الفراغ الذي أحتويه، تبعا للزائرين، لكنها ثوان معدودة فقط، لا تستكمل نصف دقيقة، ليختفي الزائر تاركا مزيجا منه، ويتكرر ذلك مع كالجميع، ورغم وجودهم معا، في فراغ واحد، فهم غير موجودين بأجسادهم كما يظنون، بل بموجاتهم الروحانية، وطاقاتهم النفسية، تبدو خفية لأعينهم لكنني اراها رغما عنهم، وأكاد لا أراهم، لا اري غير الحزن ربما لجدراني المصقولة قدرة علي الاختراق، ، فأفكارهم ميتة كوجوههم العابسة، ربما قليل من الموسيقي يبعث فيهم روح منه، أو يذكرهم بأنهم ليسوا أسري تلك الأجساد الضيقة التي تقيدهم بعيدا عنه، ربما لو سمعوا موسيقاي، سيتعرفون علي أنفسهم بلا وجوه مصطنعة.
ربما تحمل الموسيقي شفاءا يرفضه الجميع، لعل الشفاء يعني المقاومة التامة لتبعات المرض العضال، ربما لا يظنون أنهم مرضي به.
هل من الممكن ان أحذرهم بشكل أو بآخر، هل من الممكن أن أحذر كل من كانت هالته مطموسة بالتعب او الدخان، بأن أطلق له قدرا ما من الموسيقي التحذيرية لباخ؟ ام قدرا من ديباجته الموسيقية في مقام سي الصغير...هل تشكل لهم آياته الحكيمة بصوت عبد الباسط دعوة للموت أم بثا للحياة ؟
كيف يحبون الحياة اذا تجنبوا الصباح كل يوم ؟
في بعض الأيام أسمع صراخ متمر من البعض، لا يسمعه أجد، بل لا يسمعونه بآذانهم، تجبرهم أقدامهم إلي المضي قدما في كل يوم، وتصرخ أرواحهم  ربما فاض بها الكيل
أحصنة بيضاء وسوداء تنطلق كالريح نحو الحب، وتترك من لا يرريد الانتصار لا تخبروا أحد ان رأيتموها، كما انني لن اخبر ان رأيت الفجر في عيونكم كل يوم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق