السبت، 4 يوليو 2015

الطرق المختفية

كانت تمتد حديقة امامنا لنهاية الأفق لم تكن ملاعب جولف خضراء  بلا روح ولم تكن حشيش ينمو عشوائيا لكنها كانت جزءا من أسبانيا بمرتفعاتها المتدرجة، والتي يتناغم فيها الأخضر والأحمر والحجر، وتزينها الأشجار المختلفة الارتفاعات، وتحليها السماء المضيئة بدون لسعات الشمس، ولكنها كالسراج الهادئ، والهواء ساكنا لكنه عليل، لا يلوثه العنف ولا الكره، ولا تزكم أنفك رائحة النوايا الخبيثة والأفكار الأنانية، كنت مرافقة لأحد الحضور، وكان المكان طبيعيا، لا يوجد فيه اثر للمدنية القبيحة بالأسفلت الملوث، أو بالكربون المشع، ولا يوجد أثر لحائط أسمنتي واحد، وكان هناك مدعوون آخرون، الكل يشعر اننا بانتظار الملك المهاب، لكنه لا يعرف شيئا عن الآخرين، وقابلنا أحد المنظمين أراد التأكد من امتلاكنا الدعوة، فنظر في كشفه وردد: انتم مدعوان تبعا للجزائري.
كنت أريد ان أعرف من الذي دعانا، ولكن لم يكن لائقا أن أوضح جهلي بمن قام دعوتي، ولذلك صمت، لعلي أراه بعد قليل، أو ربما سأسال مرافقي الذي لا أعرفه، نعم، انني لا أعرف من هذا المرافق، لكنه كان لا بأس به، لا يتدخل كثيرا،  ولكن لا ينسي أصول المرافقة. كان هناك سببا أساسيا لحب المكان وهو السلام الذي يسيطر عليه
وكان رفيقي يبحث عن هذا الجزائري، الذي دعانا لهذا الاحتفال او النزهة في هذا المكان البديع كان اسمه مكونا من شقين أحدهما الجزائري ولكنه لم يجده، كنت سعيدة ان تم دعوتي لهذا المكان البديع فلم أري في حياتي أجمل  من هذه المنحدرات الخضراء،  ونحن مسموح لنا بالتجول في أي مكان بعد لحظات وجدتنا عند مدخل، نصعد سلم عمارتنا لسبب ما اختفت الطرقة الطويلة التي تصل بين السلم وباب الشقة فعدت أدراجي  أدور حول عمارتنا التي فجأة أصبحت في وسط تلك المروج وأصبحت جزءا من أطلال الفترة الذهبية قلت له مأكدة وجود مدخل آخر ووصلت لا أدري كيف الي شقتنا، كانت غير مغلقة الجدارن، وتضخمت مساحتها، لا أدري كيف، نظرت من داخلها لأري السلم موجود لكن الطرقة مختفية وكذلك الجدران التي تفصل بين البيت والمنور، ويتخلل النور كل شئ، وقد عاد للعمارة رونقها القديم، ولم يكن ضروريا وجود السلالم لتصل لأي مكان، لأجد أمي بانتطارنا فقلت هناك مكان آخر لابد لك من رؤيته

مي حواس


 30 6 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق